يقول عليهالسلام : «وَمُجتَني الثَمرَةَ لِغيرِ وَقتِ ايناعِها كالزارع بِغيِرِ أرضِهِ». (إذ لن يحصّل أيٌّ منهماعلى النّتيجة المتوقعة).
والطائفة الثانية :
هناك بعض الروايات تقول : يجب أن تكون أهداف الثورة هو توجيه الناس لطلب الرضامن آل محمد صلىاللهعليهوآله ، أي أنّ الدعوة للأئمّة المعصومين عليهمالسلام وأهدافهم ، وعدم جواز الثورة بدونهم.
ومن جملتها ما نقرأه عن الإمام الصادق عليهالسلام حيث يقول : «إن أتاكم آت منّا فانظُروا عَلى أيّ شَيء تخرجون؟ ولا تقولوا خرج زيد ، فانَّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يَدْعُكُم إلى نَفسِهِ وَانّما دَعاكُم الى الرِّضا من آلِ مُحَمَّد ، وَلَو ظَهَر لوفى بما دَعاكُم اليه ، انّما خَرَجَ إلى سُلطانٍ مُجتَمعٍ لِيَنْقُضَهُ ، فالخارجُ مِنّا اليَومَ الى أىّ شَيءٍ يَدْعُوكُم؟ الى الرّضا مِن آل محمّد؟ فنحن نُشْهَدُكُم انّا لَسْنا نَرضى بِهِ وَهُوَ يَعْصينا اليومَ وَلَيسَ مَعَه أَحَدٌ ، وَهو إذا كانت الرّاياتُ وَالالويّةُ أجدَر أن لا يَسْمَعَ مِنّا ...» (١).
ومن البديهي أنّ هذا الحديث وأمثاله لا يدلّ أيضاً على النّهى عن تشكيل الحكومة الإسلامية ، بل يقول : يجب أن يكون الهدف من تشكيل الحكومة هو إدخال السرور على الأئمّة عليهمالسلام وكسب رضاهم ، باعتبارهم الخلفاء الحقيقيين للنبي صلىاللهعليهوآله ، ولا يجب البدء بهذا العمل عشوائياً بدون موافقتهم!
وعلى هذا ، فمتى ما توفرت الظروف المناسبة في عصر «الغيبة» لتشكيل الحكومة الإسلامية ، وتيقنا بأنّ الإمام (عج) راضٍ عنها ، وكان الهدف من تشكيلها هو احياء الإسلام والقرآن وارضاء آل محمد صلىاللهعليهوآله ، فلا مانع منها ، بل يجب السعي إليها أيضاً ، (تأمل جيداً).
والطائفة الثّالثة :
بعض الروايات ، تقول : كلّ ثورة تقوم قبل قيام القائم عليهالسلام فإنّ مصيرها الفشل ، كالروايات أدناه :
١ ـ نقرأ في حديث عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «كُلُّ رَايَةٍ تُرفعُ قَبلَ قيامِ القائمِ فَصاحِبُها طاغوتٌ يُعبدُ مِنْ دونِ اللهِ عَزَّوَجَل» (٢).
__________________
(١) وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٣٦ ، ح ١.
(٢) وسائل الشيعة ، ج ١١ ، ص ٣٧ ، ح ٦.