أسرى الحرب
تمهيد :
يقع عادةً في أكثر الحروب عددٌ من الأسرى ، وذلك لحصول ظروف قاهرة في أثناء الحرب لم يَعْد بإمكان المقاتلين الاستمرار بالقتال أو التّراجع إلى الخلف ، كأن تنفذ معداتهم أو ينفذ طعامهم أو يحاصروا من قبل القوات المعادية ، حتّى يصبح القتال بالنّسبة لهم نوعاً من الإنتحار ، ولذا يضطرون إلى التّسليم.
والعقل والمنطق يحكمان بعدم جواز قتل هؤلاء ، بل ينقلوا إلى الخطوط الخلفية للجبهات ، ويحبسون في أماكن محروسة ، إلى حين الاستفادة منهم في تبادل الأسرى ، أو الاستفادة منهم في ممارسة الضّغط على العدو والحرب النّفسية لإجباره على الكفِّ عن الاستمرار بالقتال أو كسب امتيازات معينة حين الصّلح.
والأهم من هذا كله ، فإن إراقة الدّماء تحتاج إلى مسوغٍ ومبرر ، وفي حالة استسلام العدو لا يبقى وجه لذلك.
ولذا فإنّ مسألة وقوع الأسرى في الحروب أمرٌ عاديّ وكذلك الحال في الإسلام ، ونلاحظ أنّ الإسلام قد شرّع أحكاماً عديدة ومهمّة بالنسبة للاسرى ، ينبغي على الحكومة الإسلاميّة العمل بها وتطبيقها مع الاسرى الذين يقعون في حوزتها.
وبعد هذه الإشارة نعود إلى القرآن لنرى أحكام أسرى الحرب من وجهة نظره :
١ ـ (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا اثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإمَّا فِدَاءً). (محمّد / ٤)