شريعة الإسلام ، لا عن طريق ممارسة الخشونة والشّدّة والتّصرفات المرفوضة إسلامياً.
* * *
العيش المشترك مع أتباع الأديان الاخرى في الرّوايات :
نلاحظ في الروايات الإسلاميّة إرشادات كثيرة فيما يرتبط بكيفية التعامل مع أتباع الأديان الاخرى :
١ ـ جاء في عهد أمير المؤمنين المعروف لمالك الأشتر :
«وأشعِرْ قلبك الرحمة للرعيّة والمحبّةِ لهم واللّطف بهم ولا تكوننَّ عليهم سبُعاً ضارياً تغتنم أكْلَهُمْ ، فإنّهُمْ صنفان ، إمّا أخ لَك فِي الدين أو نظيرٌ لك فِي الخلْق» (١).
ونحن لم نعهد تعبيراً أوضح وأبلغ من هذا التعّبير حول العيش بمحبّة وسلام مع غير المسلمين ، وبملاحظة أنّ الإمام عليّاً عليهالسلام يبيّن في هذا العهد أنَّ إبداء المحبّة والمداراة والرحمّة واللطف تجاه غير المسلمين هو من وظائف رئيس الحكومة الإسلاميّة ، يتضح لنا جلياً تكليف سائر أفراد المجتمع الإسلامي تجاه بعضهم البعض.
٢ ـ وفي حديث عن الإمام الصّادق عليهالسلام أنّ عليّاً عليهالسلام صاحب رجلاً ذمّياً فقال له الذمّي : أين تريد يا عبدالله؟
قال عليهالسلام : أُريد الكوفة. فلمّا عدل الطّريق بالذمّي عَدَل معه الإمام عليّ عليهالسلام ، فقال له الذمّي : أليس زعمت تريد الكوفة؟
قال الإمام عليهالسلام : بلى.
فقال له الذّمّي : فقد تركت الطّريق.
فقال الإمام عليهالسلام : قد علمتُ.
فقال له الذّمي : فَلِمَ عدلت معي وقد علمت ذلك؟
فقال له الإمام عليّ عليهالسلام :
__________________
(١) نهج البلاغة ، الرسالة ٥٣.