نوح كان يحبُّ أباه إلّاأنّه لم يكن يتبعه ، ولم تؤدّ محبتُه إلى نجاته ابداً (تأملوا جيداً).
٦ ـ كما استفيد من «حديث الثقلين» خلال البحوث الآنفة أنّ التمسك بولاء أهل البيت عليهمالسلام مستمرٌ حتى نهاية العالم ، وأنّ القرآن وأهل البيت عليهمالسلام لن يفترقا حتى يردا على رسول الله صلىاللهعليهوآله الحوض في الجنة ، يستفاد أيضاً من «حديث السفينة» ، أنّ هذا الخط مستمرٌ حتى نهاية الكون ، لأنَّ الدنيا دائماً مركز الابتلاءات والعواصف ، أي أنّ الشياطين ودعاة الضلالة والتائهين في وادي الحيرة موجودون في كل زمان ، ولاتهدأ هذه العواصف أبداً ، وهي قائمة إلى يوم القيامة حيث يحكم الله تعالى بين عباده ، فتزال الاختلافات (١) على هذا الأساس ، فإنّ وجودالسفينة سفينة النجاة هذه ضرورىٌ إلى الأبد والتخلف عنها يؤدّي إلى الهلاك.
٧ ـ إنّ التمسك المطلق بأهل البيت عليهمالسلام (في قبال التخلف عنهم) يمكن أن يكون شاهداً جلياً على وجود الإمام المعصوم في كل زمان من أهل البيت عليهمالسلام ، حيث يؤدّي اتّباعه إلى النجاة والتخلف عنه إلى الهلاك.
٨ ـ إنّ هذا الحديث تفسيرٌ للحديث المعروف «ستفترق امّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار» (٢).
ويبرهن على أنّ الفرقة الناجية هم الذين يتمسكون بمذهب أهل البيت عليهمالسلام ، ويهتدون بهداهم في اصول وفروع الدين.
من مجموع ما قيل يمكن الاستفادة أيضاً من هذا الحديث المعروف : إنّ مسألة أهل البيت عليهمالسلام يجب أن تكون مسألة بسيطة وعلى الهامش ، بحيث يأخذ المسلمون ما يريدونه في امور الدين والدنيا من الغير ويكتفون بمحبة أهل البيت عليهمالسلام.
* * *
__________________
(١) يصرح القرآن في آيات عديدة أنّ يوم القيامة يوم يزال فيه الاختلاف وأن الله يفصل بين الامم.
(٢) لقد روى هذا الحديث طائفة كثيرة من علماء الشيعة والسنّة ، وجاء في بعض طرق الحديث أن النبي عليهالسلام قال في جوابه لعلي عليهالسلام الذي سأله ، من هي الفرقة الناجية؟ ، المتمسك بما تمسكت به أنت وشيعتك وأصحابك (احقاق الحق ، ج ٧ ص ١٨٥).