هو اليقين». (١)
وفي حديث الكاهلي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ قال : «لو أنّ قوما عبدوا الله وحده لا شريك له ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وحجّوا البيت الحرام ، وصاموا شهر رمضان ، ثمّ قالوا لشيء صنعه الله أو صنعه رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : ألا صنع بخلاف الذي صنع؟! أو وجدوا ذلك في قلوبهم ، لكانوا بذلك مشركين ...» الحديث. (٢)
وفي حديث ابن رئاب عنه ـ عليهالسلام ـ قال : «إنّا لا نعدّ الرجل مؤمنا حتى يكون لجميع أمرنا متّبعا مريدا ...» (٣) الحديث.
وربّما عدّت المرتبة الثانية والثالثة مرتبة واحدة ، والأخلاق الفاضلة ـ من الرضا والتسليم والحسبة والصبر وتمام الزهد والورع والحبّ والبغض في الله ـ من لوازم هذه المرتبة ، ومنه قوله سبحانه : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) وقوله : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) وقد مرّ بيانه آنفا.
ورابعها : ما يلي المرتبة السابقة من الإيمان ؛ فإنّ حال الإنسان ـ وهو في المرتبة السابقة ـ مع ربّه حال العبد منّا مع مولاه ، إذا كان قائما بوظائف عبوديّته حقّا من التسليم الصّرف لمولاه ومالكه ، والأمر في ملك ربّ العالمين وعبوديّة الإنسان وسائر الخلق له تعالى أعظم من ذلك ، فهو حقيقة الملك الذي لا استقلال
__________________
(١). المحاسن ١ : ٢٢٢ ، الحديث : ١٣٥ ؛ بحار الانوار ٦٥ : ٣١١ ، الحديث : ٤ ، الباب : ٢٥.
(٢). الكافي ١ : ٣٩٠ ، الحديث : ٢ ؛ و ٢ : ٣٩٨ ، الحديث : ٦ ؛ تفسير العيّاشي ١ : ٢٥٥ ، الحديث : ١٨٤ ؛ المحاسن ١ : ٢٧١ ، الحديث : ٣٦٥ ، بحار الأنوار ٢ : ٢٠٥ ، الحديث : ٩٠.
(٣). الكافي ٢ : ٧٨ ، الحديث : ١٣ ؛ وسائل الشيعة ١٥ : ٢٤٣ ، الحديث : ٢٠٣٩١ ؛ بحار الأنوار ٧٢ : ٢٣٥.