[وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (١٦٣) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (١٦٤)]
قوله سبحانه : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ)
الوحدة ـ ومفهومها ضروريّ ـ ربّما يتّصف بها الشيء من حيث وصفه واسمه ، ولازمه أن لا يكون وصفه قابلا للكثرة ، فالوصف الذي فيه لا يشاركه فيه غيره حقيقة إلّا مفهوما ، وأيضا الوصف فيه لا يتميّز عن الوصف مصداقا إلّا مفهوما.
فهو سبحانه واحد من حيث إنّ أوصافه وأسماءه ـ كالعليم والقدير والحىّ ـ لا يشاركه فيها أحد مصداقا إلّا مفهوما ، فله علم لا كالعلوم ، وقدرة لا كقدرة غيره ، وحياة لا كحياة المخلوقين ، وواحد من حيث إنّ العلم والقدرة والحياة وكلّ صفة له وإن اختلفت مفهوما لكنّها واحدة مصداقا ، فمنشأ انتزاع العلم فيه هو منشأ انتزاع القدرة ... وهكذا ، فهو عالم من حيث إنّه قادر وحيّ من حيث