[وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥)]
قوله سبحانه : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ...)
المشرق والمغرب حيث كانا لله بحقيقة الملك ـ أي أنّ ذاتهما ملكه ، لا كالملك الإعتباري القابل للنقل والتبديل بين العباد ـ فهما في ذاتهما ملك ، والملك من حيث إنّه ملك لا يقوم إلّا بمالكه ، وحيث إنّ ذاتهما هو الملك ، فلا حيثيّة لهما غير حيثيّة الملك ، فهو سبحانه قائم عليهما ، محيط بهما ، وهو معهما.
وهاتان الجهتان حيث كانتا إضافيّتين اشتملتا سائر الجهات ، ولذلك لم يقيّد إطلاق أينما بهما ، بأن يقال : أينما تولّوا منهما.
وعلّل ذلك بقوله : (إِنَّ اللهَ واسِعٌ عَلِيمٌ) وهذه توسعة في القبلة التي يتوجّه إليها المصلّي ، دون المكان الذي يصلّي فيه ، وإن كانت الآية السابقة متعرّضة لحال المكان ؛ على ما قيل : إنّها نزلت في منع كفّار قريش المسلمين عن الصلاة في المسجد الحرام والمساجد التي اتّخذوها بفناء الكعبة.
والدليل على ما قلنا قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) حيث أخذ