[وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٤٣)]
قوله سبحانه : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ...)
أي : مثل الهداية إلى صراط مستقيم جعلناكم ... إلى آخره. وقيل : ومثل هذا الجعل العجيب جعلناكم امة وسطا وهو كما ترى.
وقد استفاضت الروايات عن أئمّة أهل البيت (١) أنّهم هم المخاطبون به ، المكرمون بالشّهادة ، والرسول شهيد عليهم ، فهو ـ صلىاللهعليهوآله ـ شهيد الشهداء ويشهد به : تفريع الشهادة على كونهم وسطا ، وظاهره الوساطة والحيلولة بين شيئين.
وروت العامّة أنّ الامم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء ، فيطالب الله
__________________
(١). الكافي ١ : ١٩٠ الحديث : ٢ ؛ تأويل الآيات : ٨٦ ؛ إرشاد القلوب ٢ : ٢٩٧ ؛ تفسير القمي ١ : ٦٢ ؛ بصائر الدرجات : ٦٣.