[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (١)]
قوله سبحانه : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
الناس ربّما يعملون عملا أو يبتدئون في عمل باسم عزيز من أعزّتهم أو كبير من كبرائهم ليكون عملهم مباركا بذلك أو ذكرى يذكّرهم به. ومثل ذلك موجود في باب التسمية ، فربما يسمّون إنسانا أو شيئا مصنوعا أو معمولا بأسماء من يهدونه أو يعظّمونه ليبقى الاسم ببقائه ، وهذا إلقاء نسبة بين المسمّى وصاحب الاسم ليكون لصاحب الاسم نوع بقاء ببقاء المسمّى ، فلا يزول ولا ينسى.
وقد جرى كلامه سبحانه هذا المجرى ، ليكون ما يشتمل عليه من المعنى مرتبطا باسمه سبحانه وأدبا يؤدّب به العباد في أعمالهم وأفعالهم وأقوالهم ، فيبتدئوا باسمه ويعملوا به ليكون منعوتا بنعته ومقصودا لأجله سبحانه ، وفيه إظهار أنّ العمل موجّه بوجه الله ، فلا يكون هالكا متبّرا باطلا ؛ إذ قد بيّن سبحانه في مواضع من كلامه : أنّ ما ليس لوجهه الكريم متبّر باطل (١) حابط ، (٢) وأنّه
__________________
(١). اشارة إلى سورة الأعراف (٧) : ١٣٩.
(٢). البقرة (٢) : ٢١٧ ؛ المائدة (٥) : ٥ ؛ الزمر (٣٩) : ٦٥.