القيامة» (١) معناه : أنّه تعالى يعني بالكلمة هذه الإمامة التي جعلها في عقب الحسين ـ عليهالسلام ـ ، وليس المراد به إرجاع ضمير «في عقبه» إلى الحسين ـ عليهالسلام ـ من غير سبق كلاميّ أو مقاميّ ، هذا.
وفي الكافي عن الصادق ـ عليهالسلام ـ : إنّ الله ـ عزوجل ـ اتّخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتّخذه نبيا ، وإنّ الله اتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولا ، وإنّ الله اتّخذه رسولا قبل أن يتّخذه (٢) خليلا ، وإنّ الله اتّخذه خليلا قبل أن يتّخذه إماما ، فلمّا جمع له الأشياء قال : (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً)، قال : فمن عظمها في عين إبراهيم ـ عليهالسلام ـ : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال : لا يكون السفيه إمام التقيّ». (٣)
أقول : وروى هذا المعنى بطريق آخر عنه ـ عليهالسلام ـ أيضا (٤) وبطريق آخر عن الباقر (٥) ـ عليهالسلام ـ ورواه المفيد أيضا عن الصادق (٦) ـ عليهالسلام ـ.
قوله : «إنّ الله اتّخذه عبدا قبل أن يتّخذه نبيّا» ، يستفاد ذلك من قوله تعالى في سورة الأنبياء : (وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ) ـ إلى قوله : ـ (مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٧) وهو اتّخاذ للعبوديّة.
وقوله : «اتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولا» يستفاد ذلك من قوله في سورة
__________________
(١). معاني الأخبار : ١٢٦ ـ ١٢٧ ، الحديث : ١.
(٢). في المصدر : «أن يجعله»
(٣). الكافي ١ : ١٧٦ ، الحديث : ٢.
(٤). الكافي ١ : ١٧٥ ـ ١٧٦ ، الحديث : ١.
(٥). الكافي ١ : ١٧٦ ، الحديث : ٤.
(٦). الاختصاص : ٢٢.
(٧). الأنبياء (٢١) : ٥٦.