(الورقة ٢٥٧ ظ)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المتعالى كبرياؤه (١ عن منازعة الأشكال والأضداد ، المقدس جلاله عن معارضة (٢ الأمثال والأنداد ، المنزه فردانيته ووحدانيته عن الصاحبة (٣ والأولاد ، المبرإ (١) وجوده عن طبيعة القوة (٢) والاستعداد (٤ ، سامك المسموكات العاليات بلا أعماد ولا اعتماد ، وباسط الارضين المدحيات بلا اسناد ولا استناد ، الّذي تحيرت فى بيداء كنه ازليته خواطر ذوى الارتياد ، وتاهت فى نور هوية ألوهيته أفكار طلاب السداد ، وانظار أصحاب الرشاد ، فسافرت فى غيب الغيب وازل الآزال وأبد الآباد (٥ ، فلم ترجع إلا لمجرد الإقرار بأنه فرد لا كالأفراد ، واحد لا كالآحاد ، إن قلت : متى كان؟ فقد كان ولا زمان (٦ يشار إليه قبل الايجاد ، وإن قلت : «فيم»؟ فقد جل عن الحلول والنقلة والاعتماد ، فهو الله لا إله الا هو ، له الحمد فى الأولى والآخرة حمدا من غير انقطاع وإنفاد.
احمده حمدا صادرا عن صفاء الاعتقاد ، واشكره على ما أفاض علينا من إياد (٧ (٣) وأشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له شهادة مبرأة عن الكذب والعناد ، مهياة لأن يتوسل بها إلى حصول النجاة فى يوم المعاد ، واشهد ان محمدا عبده ورسوله أرسله إلى كافة العباد ، وجعله أفصح من نطق بالضاد ، وصلوات الله عليه وعلى آله على تعاقب الأيام والشهور والاعياد ، وسلم تسليما كثيرا.
__________________
(١) فى المخطوطة : المبرى وجود وجوده الخ
(٢) أيضا : القوى
(٣) أيضا : الإياد هو ما أيد به الشى