جعل له به أجر ، ولم يقل أحد من الأمة أن السرور بحمد الناس أجر بل غايته أن يعفى عنه.
الثالث أن الحديث ضعيف الأسناد.
النوع الثانى الّذي يؤثر فى كيفية العمل ، ولكنه لا يؤثر فى أصل العمل (١٣ ، فهو كما إذا شرع فى الصلاة تعظيما لله تعالى ، ثم حضر فى أثناء صلاته جماعة ففرح لحضورهم وصار ذلك الفرح حاملا له على الإتيان بزيادات فى الخضوع والخشوع ، لو لا حضورهم ما كان يأتى بها ، فهاهنا داعية الريا اثرت فى حصول كيفية زائدة.
أما تمثيله : فمثاله (١٤ أن يكون قد شرع فى صلاة تطوع فحدث أمر من الأمور ، واشتهى هذا المصلى ان ينظر إليه ، ولو لا حضور الناس لقطع الصلاة ، لكنهم لما حضروا فهو يتمها خوفا من مذمتهم ، فهاهنا الريا صار مؤثرا فى أصل العمل.
واعلم أن من وقف فى المرتبة الأولى ، علم أن الثانية ادنى (١) بالبطلان ، وان الثالثة أولى بالبطلان.
ثم هاهنا دقيقة أخرى ، وهى ان العبادات على قسمين :
منها ما يكون كل واحد من أجزائها عبادة مستقلة بنفسه ، ولا تتوقف صحته على انضمام الجزء الآخر إليه ـ وهو مثل قراءة القرآن ، فإن قراءة كل كلمة وحرف منه عبادة.
ومنها ما يتوقف صحة بعضها على صحة كلها وهو مثل الصلاة ،
__________________
(١) المخطوطة : ادل