فقول أهل الإسلام عامتهم وخاصتهم قبل ما ذكرنا ، هو أن الله تعالى : فعّال لما يشاء ، وعلى كل شيء قدير ، وبهذا جاء القرآن ، وبهذا نقول. وكل مسئول عنه ، وإن بلغ الغاية من المحال فهم أو لم يفهم» فالله تعالى قادر عليه.
قال أبو محمد : وقال لي بعضهم : إنّ القرآن إنما جاء بأنّ الله تعالى يفعل ما يشاء ، ونحن لا ننكر هذا ، وإنما نمنع أن يوصف الله تعالى بالقدرة على ما لا يشاء ، وبالقدرة على ما ليس بشيء. فقلت له : (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) [سورة الرعد : ٢٦]. فعمّ عزوجل ، ولم يخص ، فلا يحل لأحد تخصيص قدرته تعالى أصلا.
وقال تعالى : (قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً) [سورة الأنعام : ٣٧].
وقال تعالى : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) [سورة الحاقة : ٤٤].
وقال تعالى : (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ) [سورة الواقعة : ٦١].
وقال تعالى : (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ) [سورة الزخرف : ٣٣].
وقال تعالى : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى) [سورة يس : ٨١].
وقال تعالى عن نوح النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) [سورة نوح : ١٠ ، ١١ ، ١٢].
مع قوله تعالى : (أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) [سورة هود : ٣٦].
وقال تعالى : (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) [سورة الأنعام : ٦٥].
__________________
ومسلم في الإيمان (حديث ٢١٢ و ٢١٤ و ٢١٥ و ٢١٦ و ٢١٧) وأبو داود في السنة باب ١٨. وأحمد في المسند (٢ / ٢٨٢ ، ٣١٧ ، ٣٣٠ ، ٣٣١ ، ٣٧٨ ، ٥٣٩ ، ٣ / ١٠٢ ، ٤ / ١٦٦ ، ٦ / ٢٥٧). ولفظه كما رواه البخاري في الاعتصام (حديث ٧٢٩٦) عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لن يبرح الناس يتساءلون حتى يقولوا هذا الله خالق كل شيء فمن خلق الله؟».