فعلت فروع الأيهقان وأطفلت |
|
بالجلهتين ظباؤها ونعامها (١) |
فجعله حجة وأبو زياد الكلابي (٢) يقول : «ما عرفت العرب قط الأيهقان وإنما هو اللهق بيت معروف».
ويسمع قول ابن أحمر (٣) «كما تفلّق عن مأموسة الحجر». وعلماء اللغة يقولون إنه لم يعرف قط لأحد من العرب أنه سمى النار «مأموسة» إلا ابن أحمر فيجعله حجة ويجيز قول من قال من الأعراب : «هذا جحر ضبّ خرب» وسائر الشواذ عن معهود اللغة مما يكثر لو تكلفنا ذكره ويحتجّ بكل ذلك ثم يمتنع من إيقاع اسم الإيمان على ما أوقعه عليه الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوسلم محمد بن عبد الله القرشي المسترضع في بني سعد ابن بكر ويكابر في ذلك بكل باطل ، وبكل حماقة ، وبكل دفع للمشاهدة ونعوذ بالله من الخذلان.
قال أبو محمد : فمن الآيات التي أوقع الله تعالى فيها اسم الإيمان على أعمال الديانة قوله عزوجل : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ) [سورة الفتح : ٤].
قال أبو محمد : والتصديق بالشيء أيّ شيء كان لا يمكن البتة أن يقع فيه زيادة ولا نقص ، وكذلك التصديق بالتّوحيد والنبوة لا يمكن البتة أن يكون فيه زيادة ولا نقص ، لأنه لا يخلو كل معتقد بقلبه أو مقر بلسانه بأي شيء أقرّ أو أي شيء اعتقد من أحد ثلاثة أوجه لا رابع لها :
إما أن يصدق بما اعتقد وأقر.
وإما أن يكذّب بما اعتقد.
وإما منزلة بينهما : وهي الشك.
__________________
(١) البيت في ديوان لبيد (ص ٢٩٨) والإنصاف (٢ / ٦١١) والخصائص (٢ / ٤٣٢) ولسان العرب (١٠ / ١١ ـ أهق) و (١١ / ٤٠٢ ـ طفل) و (١٣ / ٤٨٥ ـ جله) و (١٥ / ١٣٤ ـ غلا).
والأيهقان : الجرجير البري. وأطفلت المرأة والظبية والنعم : إذا كان معها ولد طفل. والجلهتان : مثنى الجهلة ، وهي ما استقبلك من حروف الوادي ؛ وجمعها : جلاه.
(٢) أبو زياد الكلابي : اسمه يزيد بن عبد الله بن الحرّ ، أعرابيّ بدوي. قال دعبل : قدم بغداد أيام المهدي حين أصابت الناس المجاعة ونزل قطيعة العباس بن محمد وأقام بها أربعين سنة وبها مات. وكان شاعرا من بني عامر بن كلاب. وله من الكتب : كتاب النوادر ، كتاف الفرق ، كتاب الإبل ، كتاب خلق الإنسان. انظر الفهرست للنديم (ص ٥٠).
(٣) هو عمرو بن أحمر الباهلي. له ديوان مطبوع.