فسرت الرابعة بوسط السماء الحاصل ان التمانع بين الضدين كان من البديهيات وقد ذكر في المنطق ان البديهيات هى اصول اليقينيات وهى على ستة انواع بحكم الاستقراء اوليات ومشاهدات وتجربيات ومتواترات وحدسيات وفطريات اى الشيء الذى لا يذهب عن الذهن فالتمانع بين الضدين كان من الاوليات وهى قضاياء يصدق بها العقل لذاتها بعبارة اخرى المراد منها ما يكون تصور الطرفين مع توجه نفس النسبة بينهما كافيا في الحكم والجزم وكذا في المقام فان تصور الضدين كاف في حكم التمانع بينهما فالمنع عن التمانع بين الضدين شبهة في مقابل البديهيات.
قد ذكر شيخنا الاستاتد مثالا من البديهيات بحدوث العالم اى وجد العالم بعد عدمه توضيحه انا نقطع حدوث العالم زمانا فاقام خصمنا البرهان بقدم العالم حاصل برهانه ان العالم معلول العلة التي هى قديم اى الذات الواجب الوجود الظاهر ان تخلف المعلول عن العلة محال فثبت من هذا البيان قدم العالم لان علته قديم فانكر الخصم الحدوث الذاتى واما انكار الحدوث الزمانى فهو شبهة في مقابل البديهيات.
حاصل ان قلت هكذا ان انكار المقدمية والتمانع بين ضدين أى انكار مقدمية عدم الضد لوجود ضده فهو شبهة في مقابل البديهيات.
قوله قلت التمانع بمعنى التنافى والتعاند الموجب لاستحالة الاجتماع مما لا ريب فيه الخ.
الحاصل انه يقال في جواب الاشكال ان انكار التمانع من