والشيب يمل جديدا ، فقد انتقضت العادة المألوفة في غير الشباب والشيب بهما وفيهما.
* * *
ولي من قصيدة أولها " لو كنت في مثل حالي لم ترد عذلي " :
صدت أسيماء والحراس قد هجعوا |
|
والصد إن لم يكن خوفا فعن ملل |
ورابها من بياض الشيب منظرة |
|
كانت أذى وقذى في الأعين النجل |
ياضرة الشمس إلا أنها فضلت |
|
بأن شمس الضحى زالت ولم تزل |
قومي انظري ثم لومي فيه أو فذري |
|
إلى عذار بضوء الشيب مشتعل |
حنيته وجعلت الذنب ظالمة |
|
لما تصرم من أيامي الأول |
تقول لي ودموع العين واكفة |
|
خريدة كرهت فقد الشبيبة لي |
برد الشباب ببرد الشيب تجعله |
|
مستبدلا بئسما عوضت من بدل |
شمر ثيابك من لهو من أشر |
|
وعد دارك عن وجد وعن غزل |
لما قلت " ياضرة الشمس " وكان في هذا تشبيه لها بالشمس ونظير لها بها ، لم أرض بذلك حتى فضلتها على الشمس ، بأن الشمس تزول وتحول وهذه لا تزول.
وأما البيت الخامس فقد مضت له نظائر في شعري وسيمضي مثلها ، وقد استوفى هذا البيت المعنى ولم يترك منه بقية تستدرك في غيره.
والخريدة من النساء : الخفرة المصونة ، وجمعها خرائد ، يقولون خرد من الشمس إذا استتر عنها. والخريدة أيضا : اللؤلؤة التي لم تثقب ، والمعنى في كل ذلك يتقارب.
* * *
ولي من قصيدة أولها " أعلى العهد منزل بالجناب " :