يكون مثل ثوابه له ، فان الثواب لا ينقلب ولا يتغير (١) بانقلاب الصور والخلق ، فإنه انما يستحق على الاعمال دون الهيئات.
وغير ممتنع أن (٢) يكونا رغبا في أن يصيرا على هيئة الملائكة وصورها ، وليس ذلك برغبة في الثواب ولا الفضل ، فان الثواب لا يتبع الهيئات والصور. ألا ترى أنهما رغبا في أن يكونا نم الخالدين ، وليس الخلود مما يقتضي مزية في ثواب ولا فضلا فيه ، وانما هو نفع عاجل ، وكذلك لا يمتنع أن (٣) تكون الرغبة منهما في أن يصيرا (٤) ملكين انما كانت على هذا الوجه.
ويمكن أن يقال للمعتزلة خاصة وكل من أجاز على الأنبياء الصغائر : ما أنكرتم أن يكونا اعتقدا أن الملك أفضل من النبي وغلطا في ذلك وكان منهما ذنبا صغيرا ، لان الصغائر تجوز (٥) عندكم على الأنبياء ، فمن أين لكم إذا اعتقدا أن الملائكة أفضل من الأنبياء ورغبا في ذلك (٦) أن الأمر على ما اعتقداه مع تجويزكم عليهم الذنوب.
وليس لهم أن يقولوا : ان الصغائر إنما تدخل (٧) في أفعال الجوارح دون القلوب ، لان ذلك تحكم بغير برهان ، وليس يمتنع (٨) معنى هذا الحد في أفعال القلوب
__________________
(١) في ن : ولا ينقلب.
(٢) في أ : في أن.
(٣) في أ : في أن.
(٤) في ا : تصيرا.
(٥) في ا : يجوزا.
(٦) في ا : بذلك.
(٧) في أو «ن» : انما الصغير انما يدخل.
(٨) في ن في الموضعين : بممتنع.