حجة ، وما ليس كذلك لا يعمل به ولا يلتفت اليه.
[حمل أخبار الرؤية على التقية والمناقشة فيه]
قال صاحب الكتاب دليل آخر : وهو أن مشايخ العصابة وأمناء الطائفة قد رووا أخبار العدد ، كما رووا أخبار الرؤية ، وقد علمنا أن الأئمة عليهمالسلام كانوا في زمان تقية ولم يكتب أحد من المتغلبين في أيامهم ، ولا من العامة في وقتهم بقول في العدد فيخوفه (١) ، وفي علمنا بخلاف ذلك دلالة على أن أخبار الرؤية أولى بالتقية.
يقال له : هذا منك كلام على من يحتج في إثبات الرؤية بأخبار الآحاد المروية ، ونحن لا نحتج بشيء من ذلك ولا نقول الا على طرف من الأدلة توجب العلم ويزول معها الشك والريب ، وقد تقدم في صدر كتابنا هذا ما يجب أن يعول عليه.
فأما ترجيح أخبار العدد على أخبار الرؤية بذكر الرؤية ، فهو وإن كان كلاما على غيرنا ممن يعول (٢) على أخبار الآحاد في إثبات العمل بالرؤية. فهو أيضا غير معتمد ، لأن أكثر ما في هذا الترجيح الذي ذكره أن يكون أخبار العدد الظن فيها أقوى منه في أخبار الرؤية ، ومع الظن بالتجويز (٣) قائم ، والعلم القاطع غير حاصل ، والعمل مع ذلك لا يسرع(٤) ، لان العمل انما يحسن مع القطع لا مع قوة الظن.
__________________
(١) خ ل : فيفوته.
(٢) خ ل : يقول.
(٣) ظ : فالتجويز.
(٤) ظ : لا يشرع.