ظاهرة عدم النص
و
فقهاء السنّة
قد ظهر ممّا مرّ انّ ظاهرة عدم النصّ في الموضوعات المستجدة بعد رحيل الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بل قبله أيضاً ، ممّا واجهها فقهاء الفريقين ، فعالجها فقه الشيعة بما تقدّم من الضوابط الأربعة.
وأمّا فقهاء السنّة بل كلّ من يؤخذ منه الفتوى منهم فقد لجئوا إلى قواعد اختلفت كلمتهم في عددها. فمنهم من أنهى هذه القواعد إلى سبعة عشر قاعدة أعني : القياس ، والاستحسان ، وإجماع أهل المدينة ، وإجماع أهل الكوفة ، وإجماع العترة ، وإجماع العشرة من الصحابة ، وإجماع الخلفاء الأربعة ، وقول الصحابي ، والاستصحاب ، والبراءة الشرعية ، والأخذ بالأخفّ ، والاستقراء ، والعوائد ، والمصلحة المرسلة ، وسدّ الذرائع ، وشرع من قبلنا ، والعصمة. (١)
ومنهم جعلها كذلك سبع عشرة قاعدة أيضاً لكن بإضافة الاستدلال.
__________________
(١) تقريب الوصول إلى علم الأُصول لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي (المتوفّى ٧٤١ ه).