والكفر ما هما؟ والتسمية بهما ، والوعيد ، واختلفوا فيما عدا ذلك كما اختلف غيرهم.
وأمّا المعتزلة : فعمدتهم التي يتمسكون بها : الكلام في التوحيد ، وما يوصف به الباري تعالى ، ثم يزيد بعضهم الكلام في القدر والتسمية بالفسق والإيمان والوعيد.
وقد يشارك المعتزلة في الكلام فيما يوصف به الباري تعالى جهم بن صفوان ، ومقاتل بن سليمان ، والأشعرية وغيرهم من المرجئة ، وهشام بن الحكم وشيطان الطاق ، واسمه محمد بن جعفر الكوفي ، وداود الجواربي .. وهؤلاء كلهم شيعة ، إلّا أنا اختصصنا المعتزلة بهذا الأصل لأن كل من تكلّم في هذا الأصل فهو غير خارج عن مذهب أهل السنة أو قول المعتزلة حاشا هؤلاء المذكورين من المرجئة والشيعة ، فإنهم انفردوا بأقوال خارجة عن قول أهل السنة والمعتزلة.
وأمّا الشيعة : فعمدة كلامهم في الإمامة والمفاضلة بين أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ، واختلفوا فيما عدا ذلك كما اختلف غيرهم.
وأمّا الخوارج : فعمدة مذهبهم الكلام في الإيمان والكفر ، ما هما؟ والتسمية بهما ، والوعيد ، والإمامة ، واختلفوا فيما عدا ذلك كما اختلف غيرهم.
وإنما اختصصنا هذه الطوائف بهذه المعاني لأن من قال إنّ أعمال الجسد إيمان ، فإنّ الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وإنّ مؤمنا يكفر بشيء من الذنوب ، وإنّ مؤمنا بقلبه أو بلسانه يخلد في النار فليس مرجئيّا ، ومن وافقهم على أقوالهم هاهنا وخالفهم فيما عدا ذلك من كل ما اختلف المسلمون فيه فهو مرجئ.
ومن خالف المعتزلة في خلق القرآن والرؤية والتشبيه والقدر وأنّ صاحب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر لكن فاسق فليس منهم. ومن وافقهم فيما ذكرنا فهو منهم وإن خالفهم فيما سوى ما ذكرنا فيما اختلف فيه المسلمون.
ومن وافق الشيعة في أنّ عليّا عليهالسلام أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأحقهم بالإمامة وولده من بعده فهو شيعي ، وإن خالفهم فيما عدا ذلك فيما اختلف فيه المسلمون ، فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعيا.
ومن وافق الخوارج في إنكار التحكيم ، وتكفير أصحاب الكبائر ، والقول بالخروج على أئمة الجور ، وأنّ أصحاب الكبائر مخلدون في النار ، وأنّ الإمامة جائزة في غير قريش فهو خارجي ، وإن خالفهم فيما عدا ذلك فيما اختلف فيه المسلمون ، وإن خالفهم فيما ذكرنا فليس خارجيا.