في بلدة إقاية (١) ، بعد تأليف مارقش المذكور. يكون من قدر إنجيل متّى (٢).
والرابع تاريخ ألّفه يوحنا بن سبذاى تلميذ المسيح ، بعد رفح المسيح ببضع وستين سنة وكتبه باليونانية في بلد أستيه (٣) يكون أربعا وعشرين ورقة بخط متوسط ، ويوحنا هذا نفسه هو ترجم إنجيل متّى صاحبه من العبرانية إلى اليونانية.
ثم ليس للنصارى كتاب قديم يعظّمونه بعد الأناجيل إلّا الأفركسيس وهو كتاب ألّفه لوقا الطبيب المذكور في أخبار الحواريين وأخبار صاحبه بولش (٤) البنياميني ، وسيرهم وقتلهم يكون نحو خمسين ورقة بخط مجموع.
وكتاب الوحي والإعلان (٥) ألّفه يوحنا بن سبذاي المذكور ، وهو كتاب في غاية السخف والركاكة ، ذكر فيه ما رأى من الأحلام وإذ أسري به وخرافات باردة.
والرسائل القانونية وهي سبع رسائل فقط منها ثلاث رسائل ليوحنا بن سبذاي المذكور ، ورسالتان لباطرة شمعون المذكور ، ورسالة واحدة ليعقوب بن يوسف النجار ، وأخرى لأخيه يهوذا بن يوسف تكون كل رسالة من ورقة إلى ورقتين في غاية البرد والغثاثة. ورسائل بولش تلميذ شمعون باطرة وهي خمس عشرة رسالة تكون كلها نحو أربعين ورقة ، مملوءة حمقا ورعونة وكفرا ، ثم كتاب لهم بعد ذلك فلا خلاف بينهم أنه من تأليف المتأخرين من أساقفتهم وبطاركتهم كمجامع البطاركة والأساقفة الكبار الستّة ، وسائر مجامعهم الصغار وفقههم في أحكامهم الذي عمله لهم «دكريد» الملك وبه يعمل نصارى الأندلس ، ثم لسائر النصارى أحكام أخرى أيضا عملها لهم من شاء الله تعالى أن يعملها من أساقفتهم لا يختلفون في هذا كله أنّه كما قلنا. ثمّ أخبار شهدائهم فقط. فجميع نقل النصارى أوله عن آخره حيث كانوا هو راجع إلى الثلاثة الذين سمينا فقط ، وهم بولش ومارقش ولوقا ، وهؤلاء الثلاثة لا ينقلون إلا عن خمسة
__________________
(١) كذا بالأصل ، ولم أهتد إليها. ولعله تحريف ، وصوابه : «أفامية» وهي مدينة حصينة من سواحل الشام وكورة من كور حمص ، وربما قيلت بغير همز (مراصد الاطلاع : ص ٩٩).
(٢) أي نحو ثمان وعشرين ورقة بقدر إنجيل متّى.
(٣) أستيا : ضبطها ياقوت في معجم البلدان (١ / ١٧٦) بفتح الهمزة. وضبطها عبد المؤمن بن عبد الحقّ البغدادي في مراصد الاطلاع (ص ٧١) بكسر الهمزة. وهي من أشهر مدن الغور ، وهي من جبال بين هراة وغزنة.
(٤) هو بولس الرسول.
(٥) وهو كتاب «رؤيا يوحنّا اللاهوتي».