سنة على الإيمان ، ثم مات فكفر بنو إسرائيل كلهم ، وعبدوا الأوثان جهارا ، فملكهم كذلك «مراش» الكنعاني عشرين سنة على الكفر ، ثم دبّرت أمرهم «دبور» النبتية من سبط «يهوذا» ، وكان زوجها رجلا يسمى «السدوث» من سبط أفرايم إلى أن ماتت وهم على الإيمان ، فكان مدة تدبيرها لهم أربعون سنة ، فلما ماتت كفر بنو إسرائيل كلهم وارتدوا وعبدوا الأوثان جهارا ، فملكهم «عوزيب» و «زاب» ملك بني مدين سبع سنين على الكفر. ثم دبّر أمرهم «جدعون بن يوآش» من سبط «أفرايم» ، وقيل بل من سبط «منسى» وهم يصفون أنه كان نبيا وكان له واحد وسبعون ابنا ذكورا ، فملكهم على الإيمان أربعين سنة ، ثم مات وولي ابنه أبو مالك بن جدعون ، وكان فاسقا خبيث السيرة ، فارتد جميع بني إسرائيل ، وكفروا وعبدوا الأوثان جهارا ، وأعانه أخواله من أهل «نابلس» من بني إسرائيل من سبط يوسف بتسعين ديرا من بيت «ماعل» الصنم ، ومضوا معه فقتل جميع إخوته ، حاشا واحدا منهم أفلت وبقي كذلك ثلاث سنين إلى أن قتل ، ودبّرهم بعده «مولع بن قوا» من سبط «يساخر» ، ولم نجد بيانا هل كان على الإيمان أو على الكفر خمسا وعشرين سنة ، ثم مات ، ثم دبّر أمرهم بعده «بابين بن جلعاد» من سبط «منسى» اثنين وعشرين عاما على الإيمان إلى أن مات. وكان له اثنان وثلاثون ولدا ذكورا قد ولي كل واحد منهم مدينة من مدائن بني إسرائيل ، فارتدّ بنو إسرائيل كلهم بعد موته ، وعبدوا الأوثان جهارا ، وملكهم «بنو عمون» ثمان عشرة سنة متصلة على الكفر ، ثم قام فيهم رجل من سبط «منسى» اسمه «هيلع» بن «جلعاد» ولا يختلفون في أنه كان ابن زانية ، وكان فاسقا خبيث السيرة ، نذر إن أظفره الله بعدوه ، أن يقرب لله سبحانه وتعالى أول من يلقاه من منزله ، فأول من لقيه ابنته ، ولم يكن له ولد غيرها فوفى بنذره وذبحها قربانا ، وكان في عصره نبي فلم يلتفت إليه ، وأنه قتل من «بني أفرايم» اثنين وأربعين ألف رجل ، فملكهم ست سنين ، ثم مات ، فوليهم بعده «أفصان» من سبط «يهوذا» من سكان بيت لحم ، وكان له ثلاثون ابنا ذكورا ، فوليهم سبع سنين ، وقيل ست سنين ، ثم مات ، والأظهر من حاله على ما توجبه أخبارهم الاستقامة ، ووليهم بعده «أيلون» من سبط «زبلون» عشر سنين إلى أن مات. وولي بعده عبدون بن هلال من سبط «أفرايم» ثماني سنين على الإيمان ، وكان له أربعون ولدا ذكورا ، فلما مات ارتد بنو إسرائيل كلهم ، وكفروا وعبدوا الأوثان جهارا ، فملكهم الفلسطينيون وهم الكنعانيون وغيرهم أربعين سنة على الكفر ، ثم دبرهم «شمشون بن مانوح» من سبط «داني» وكان مذكورا عندهم بالفسق واتباع الزواني ، فدبّرهم عشرين سنة ، وينسبون إليه المعجزات ، ثم أسر ومات ، فدبر بنو إسرائيل بعضهم بعضا في سلامة وإيمان أربعين سنة