من لفْظ المصدَر الذى هو الاصلُ والأكثَرُ تقول أعْطَيت إعْطاءةً وأخرَجْت إخْراجةً اذا أردْت المرَّة الواحدةَ وكذلك احْتَرزت احْتِرازةً وانطَلَقْت انْطِلَاقة واحدةً واستَخْرجت استِخْراجةً واحدةً واقْعَنْسَسْت اقْعِنْساسةً واغْدَوْدَنَ اغْدِيدانةً وفَعَّلْت بهذه المنْزِلة تقول عَذَّبته تَعْذِيبةً ورَوَّعْته تَرْوِيعةً والتَّفَعُّل كذلك وذلك قولهم تَقَلَّب تَقَلُّبةً واحدةً وكذلك التَّفَاعُلُ تقول تَغافَلَ تَغافُلةً وتَعاقَلَ تَعاقُلةً وأما فاعَلْت فانَّك ان أردْت الواحدةَ قلت قاتَلْتُه مُقاتَلةً وراميْتُه مُراماةً ولا تقول قاتَلْته قِتالةً لأن أصل المصدَرِ في فاعَلْت مفاعَلةٌ لا فِعَالٌ وانما تجعَلُ المرةُ على لفظ المصدَر الذى هو الأصلُ وأغنَتْك الهاءُ عن هاءٍ تجلُبها للمرة فالمُقاتَلة بمنزلة الْاقالةِ والاشْتِغاثةِ لأنك لو أردتَ الفَعْلة في هذا لم تجاوِزْ لفظ المصدَرِ للهاء التى في المصدَر* قال سيبويه* ولو أردتَ الواحدةَ من اجْتَوْرت فقلت تَجاوُرَةً جاز لأن المعنى واحدٌ فكما جاز تَجاوُرا يعنى في مصدَر اجتَورَ جاز تَجَاوُرةً في الواحد مصدر اجتَوَرَ ومثل ذلك يَدَعُه تَرْكةً واحدةً كما تقول في غير الواحد يَدَعُه تَرْكا
هذا بابُ نظيرِ ما ذكرنا من بَناتِ الاربعةِ
وما أُلْحِق ببِنَائِها من بَناتِ الثلاثةِ
تقول دَحْرجته دَحْرجةً واحدةً وزَلْزلْته زَلْزَلَةً واحدةً جِىءَ بالواحِد على المصدَرِ الأغلَبِ الأكثَرِ أعنى أنك لا تقول زِلْزالةً لأن الأصل والأكثَرَ في مصدَرِ فعْلَلْت فَعْلَلةٌ وأمَّا ما لَحِقته الزوائدُ فجاء على مثال اسْتَفْعلْت فان الواحدة تجىء على مثال اسْتِفْعالة وذلك قولك احْرَنْجَمت احْرِنْجامةً واقْشَعْررت اقْشِعْرارةً وقد مضى الكلام فى نحوه
هذا بابُ اشتِقاقكَ الاسماءَ لمواضِع بَناتِ
الثلاثة التى ليست فيها زيادةٌ من لفظها
أمَّا ما كان من فَعَل يَفْعِل فان موضِع الفِعْل مَفْعِل وذلك قولك هذا مَحْبِسُنا ومَضْرِبُنا