قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

المخصّص [ ج ١٤ ]

193/266
*

ومَجْلِسُنا كأنهم بَنَوْه على بِنَاء يَفْعِل وكسَرُوا العينَ كما كسَرُوها في يَفْعِل فاذا أردت المصدر بنيْتَه على مَفْعَلٍ وذلك قولك إن في ألْفِ دِرْهمٍ لمَضْرَبا ـ أى لضَرْبا وقال الله عزوجل (أَيْنَ الْمَفَرُّ) يريد أينَ الفِرَار فاذا أراد المَكانَ قال أين المَفِرُّ كما قالوا المَبِيت حينَ أرادَوا المكانَ لأنها من باتَ يَبِيتُ وقال الله تعالى (وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) أى جعَلْناه عَيْشا وقد يجىءُ المَفْعِل يُراد به الحِينُ* فاذا كان من فَعَل يَفْعِل بنَيْته على مَفْعِل تجْعَل الحِينَ الذى فيه الفِعلُ كالمكان وذلك قولك أتَتِ الناقَةُ على مَضْرِبها وأتَتْ على مَنْتِجِها انما تريد الحِينَ الذى فيه النِّتاج والضِّرَابِ ورُبَّما بنَوا المصدَرَ على المَفْعِل كما بنَوُا المكانَ عليه والقياس المَفْعَل فمما بنَوْا فيه المصدَر على المَفْعِل المَرْجِع قال الله تعالى (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) ومن ذلك فيما ذكره سيبويه المَطْلِع في معنى الطُّلوع وقد قرأ الكسائِىُّ «حتى مَطْلِعِ الفَجْرِ» ومعناه حتى طُلُوع الفَجْر وقال بعض الناس المَطْلِع الموضِعُ الذى يطْلُع فيه الفَجْر والمَطْلَع المصدَر والقول ما قاله سيبويه لأنه لا يجوز ابطالُ قراءةِ من قَرأ بالكَسْر ولا يحتمل الا الطُّلوعَ لأن حتى انما يقَع بعدها في التوقيت ما يحْدُث والطُّلُوع هو الذى يَحْدُث والمَطْلِع ليس بحادِثٍ في آخرِ الليلِ لأنه الموضِعُ وقال الله جل ثناؤُه (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) أى في الحيض وقالوا المَعْجِز يريدُون العَجْز وقالوا المَعْجَز على القياس وقد جعَل الزجَّاج هذا الباب في معانِى القرآن مُطَّرِدا عند ذكره (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) ورَدّ عليه الفارسىُّ بقول سيبويه في هذا الباب وذلك أن سيبويه قال ورُبَّما بنَوْا المصدَر على مَفْعِل ثم أتبع ذلك بأن قال الا أن تفسيرَ البابِ وجملَتَه على القياس كما أريْتُك فقد تبيَّنَ لك من قوا سيبويه أنه لا يُتجاوَزُ به المسمُوعُ وربّما ألْحقُوا هاءَ التأنِيث فقالوا المَعْجِزة والمَعْجَزة كما قالوا المَعِيشة وكذلك يُدْخِلون الهاء في المواضِع قالوا المَزِلَّة أى موضع زلل وقالوا المَعْذَرة والمعْتَبة فألحقُوا الهاءَ وفتَحُوا على القياس لأنه مصدر وقالوا المَصِيف كما قالوا أتَتِ الناقةُ على مَضْرِبها ـ أى على زمان ضِرَابها والمَصِيف زمان وقالوا المَشْتاة فأنَّثُوا وفتَحُوا لأنه من يَفْعُل وما كان على فَعَل يَفْعُل فاسمُ المكانِ منه مَفْعَل كما يقال مَقْتَل لأنه من قَتَل يَقْتُل وقالوا في هذا شَتَا يَشْتُو وقالوا المَعْصِية والمَعْرِفة كقولهم