واحدٌ وقال القطامى
وخَيْرُ الأمْرِ ما استَقْبَلْتَ منه |
|
وليس بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّبَاعَا |
لأن تَتَبَّعت واتَّبَعْت في المعنى واحدٌ وقال رؤبة
* وقد تَطَوّيْتُ انْطِواءَ الحِضْبِ*
لأن معنى تَطَوَّيت وانْطَوَيت واحدٌ والحِضْب ـ الحَيَّةُ* وقد يجىءُ المصدَرُ على خِلافِ حُروفِ الفِعْل اذا كان الفِعْلان متساوِيَيْنِ في المعنى كقولك .... (١) وتَذْلِيلا حَسَنا وذَلَّلته رِياضةً جَيِّدةً قال
فَصِرْنا الى الحُسْنَى ورَقَّ كلَامُنَا |
|
ورُضْتُ فذَلَّت صَعْبةً أىَّ إذْلالِ |
هذا باب ما لَحِقتْه هاءُ التأنيثِ عِوَضا عَمَّا ذَهَب
وذلك قولُك أقَمْته اقامةً واسْتَعَنْته اسْتِعانَةً وأرَيْته إرَاءةً مثل إرَاعةً وان شئت لم تُعَوِّض وتركْتَ الحُرُوف على الأصل قال الله تعالى (لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) * قال أبو على* اعلم أن الأصلَ فى هذا البابِ هو أن يكونَ الفعلُ على أفْعَلَ وعيْنُ الفعل منه واوٌ أو ياءٌ فانما يعْتَلَّانِ وتُلْقَى حركتُهما على ما قبْلَهما وتُقْلَب كل واحدة منهما ألِفا في الماضى وياءً فى المستقْبَل كقولك أقَامَ يُقيم وألَانَ يُلِينُ والأصل أقْوَمَ يُقْوِم وألْيَنَ يُلْيِن فألْقَيْت حركةَ الياءِ والواوِ على ما قبلهما وقَلْبتهما ألِفا بعد الفتْحة وياءً بعد الكسرة ثم تعِلُّ المصدَر لاعتلال الفِعْل فتقول إقَامةً وإلَانةً وكان الأصل إقْواما وإلْيانا كما تقول أكْرَم يُكْرِم إكْراما غير أنك لمَّا أعلَلْت الواوَ والياءَ في الفعل أعلَلْتهما في المصدر فألقَيْت حركتَهما على ما قبْلَهما فسكَنَتَا وبعدهما ألف إفْعالٍ وهى الالف التى في الاقْوام والالْيان قبل الميم والنون فاجتمع ساكِنانِ أحدُهما عينُ الفِعْل المعتلَّةُ والآخَرُ ألفُ إفْعالٍ فأُسْقِط أحدُهما وجعِلت هاءُ التأنيثِ عِوَضا من الحرفِ الذاهبِ فقالوا اقامةً والَانةً وكذلك يعمل في استَفْعَل ويجىءُ مصدره كقولك اسْتعانَ يَسْتَعيِن استِعانةً واسْتَلانَ يَسْتَلِين اسْتِلانة والأصل استعْيَنَ يَسْتَعيِن اسْتِعْيانا واستَلْيَنَ يَسْتَلْيِن اسْتِلْيانًا واختلف النحويُّون في الذاهبِ من الحرفَيْنِ لاجتماع الساكنين
__________________
(١) بياض بالأصل