المبحث الثالث
العرض لا ينتقل من محل إلى آخر
(قال : اتفقوا على امتناع انتقال العرض ، لأن وجوده في نفسه هو وجوده في محله ، فما يتوهم من انتقال الكيفيات بالروايح وغيرها حدوث للمثل في المجاور. واحتجوا بوجوه.
الأول : أن (١) الانتقال هو الحصول في الحيز بعد الحصول في آخر فلا يتصور في غير المتحيز ، ورد (٢) بأن ذلك في الجوهر ، وأما في العرض فالحصول في محل بعد الحصول في آخر.
الثاني : أن تشخصه ليس لماهيته ، وإلا انحصر في شخص ، ولا لما يحل فيه ، وإلا لدار ولا المنفصل عنه (٣) ، لأن نسبته إلى الكل على السواء ، ولا لهويته ، لأنها لا تتقدم الشخص بل لمحله ، فلا تبقى بدونه. ورد بمنع استواء النسبة سيما في المختار.
الثالث : أن محله المحتاج إليه أما المعين فلا يفارقه ، أو المبهم فلا يوجد ، ورد بأنه المعين بتعين ما (٤) كحيز الجسم.
__________________
(١) في (ب) بزيادة لفظ (أن).
(٢) في (ب) الحيز بدلا من المتحيز.
(٣) سقط من (أ) لفظ (عنه).
(٤) في (ب) بزيادة لفظ (ما).