قطعا ، فلو كانت الوحدة أو الكثرة نفس الوجود أو الماهية لما كان كذلك.
الدليل على وجودية الوحدة والكثرة
(قال : وقد يستدل على وجوديتهما (١) ، بأن الوحدة لو كانت عدمية (٢) لكانت عدم الكثرة (٣) ، وهي إما عدمية فتكون الوحدة وجودية لكونها عدم العدم (٤) هذا خلف(٥). إما وجودية فيلزم كون الجميع من العدمات وجودية وهو محال. وكون الوحدة وجودية لكونها جزأها هذا خلف. إذ ليست الكثرة إلا التألف من الوحدات (٦) ، يلزم كونها أيضا وجودية ، وعلى عدميتهما بأنه لا يعقل من الوحدة إلا عدم الانقسام (٧) ، ومن الكثرة إلا التألف من الوحدات وكلاهما ضعيف).
المبحث الثاني :
نقل خلاف بين الفلاسفة والمتكلمين في أن الوحدة والكثرة وجوديتان أو عدميتان ، وتمسكات من الطرفين يشعر بعضها ، بأن المراد بالوجودي الموجود ، وبالعدمي المعدوم ، وبعضها بأن المراد بالعدمي ما يدخل في مفهومه العدم ، وبالوجودي ما لا يدخل فمن تمسكات الفلاسفة ، أن الوحدة جزء هذا الواحد الموجود ، وأنها نقيض اللاوحدة العدمية لصدقها على الممتنع ، وأنها لو لم تكن موجودة لما كان شيء ما واحدا لعدم الفرق بين قولنا وحدته لا وقولنا لا وحدة له ، والكل ظاهر الفساد ، ومنها ما أورده الإمام
__________________
(١) أي على كون الوحدة والكثرة وجوديتين.
(٢) يعني أن يكون مفهومها العدم.
(٣) ضرورة أن ما هو عدم لا يكون إلا عدما.
(٤) إذ لو فرض أن الوحدة عدم الكثرة والكثرة عدم على هذا التقدير فتكون الوحدة عدم العدم ، وعدم العدم وجود.
(٥) أي كون الوحدة وجودية باطل في هذا الفرض.
(٦) التي هي وجودية.
(٧) ومعلوم أن سلب الانقسام عدمي.