بالفعل فإن ظاهر البطلان. كيف وهو قد صرح بأن في العضو المفلوج قوة الحس والحركة باقية لكنها عاجزة عن الإحساس والحركة. نعم يتوجه أن يقال : لم لا يجوز أن يكون مبدأ جميع تلك الآثار قوة واحدة هي الحياة وقد يعجز عن البعض دون البعض لخصوصية المانع لكن الحق أن مغايرة المعنى المسمى بالحياة للقوة الباصرة والسامعة وغيرهما من القوى الحيوانية والطبيعية مما لا يحتاج إلى البيان.
اعتدال المزاج ووجود البنية ليسا شرطا لإيجاد الحياة
(قال : وعندنا لا يشترط اعتدال المزاج ووجود البنية والروح الحيواني للقطع بإمكان أن يخلقها الله تعالى في الجزء ، وخالفت (١) الفلاسفة والمعتزلة تعويلا على ما يشاهد من زوالها بانتقاض (٢) البنية ، وفقد الاعتدال والروح ، ومنا من استدل على عدم الاشتراط بأنها لو اشترط فإما أن تقوم بالجزءين حياة (واحدة فيلزم قيام العرض بأكثر من محل ، وإما أن يقوم بكل جزء حياة وحينئذ) (٣) فالاشتراط من الجانبين دور ، ومن جانب واحد ترجيح بلا مرجح ، ورد بأنه قائم بالمجموع على ما سبق.
ولو سلم فدور معية ، ولو سلم فعدم المرجع ممنوع (٤) غايته عدم الاطلاع عليه).
ذهب جمهور المتكلمين إلى أن (٥) تحقق المعنى المسمى بالحياة ليس مشروطا باعتدال المزاج والبنية والروح الحيواني للقطع بإمكان أن يخلقها الله تعالى في البسائط ، بل هي (٦) في الجزء الذي لا يتجزأ ، والمراد بالبنية البدن المؤلف من العناصر الأربعة ، وبالروح الحيواني جسم لطيف بخاري يتكون من لطافة الأخلاط تنبعث من التجويف الأيسر من القلب ، ويسرى إلى البدن في عروق نابتة من القلب تسمى بالشرايين.
__________________
(١) في (ب) وقالت.
(٢) في (أ) بانتفاض بالفاء.
(٣) ما بين القوسين سقط من (أ).
(٤) سقط من (أ) كلمة (ممنوع).
(٥) في (أ) بزيادة لفظ (أن).
(٦) في (ب) بزيادة لفظ (هي).