ويتلونها أكثر من حفظهم وقراءتهم من قصائد الشعراء كامرئ القيس ، فالعادة مقتضية بحفظها وصيانتها.
ومنها : ما ورد من ختم الصحابة عدة ختمات وقراءة القرآن على النبي (١) صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومنها : أخبار النهي عن قراءة القرآن كلّه في ليلة وأنّه لا يسوغ أن يختم القرآن في أقلّ من ثلاثة. (٢)
__________________
(١). فمن تلك الروايات ما روي في كنز العمال (ج ٢ ، ص ٥٩٠) عن محمّد بن كعب القرظي قال : «كان ممن ختم القرآن ورسول الله (ص) حي عثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود».
ومنها ما ورد في السنن الكبرى (ج ٢ ، ص ٣٩٦) «عن أبيّ بن كعب أنّه كان يختم القرآن في كلّ ثمان وعن تميم الداري أنّه كان يختمه في كلّ سبع».
ومنها ما ورد في مسند أحمد (ج ٥ ، ص ١٢٤) عن يحيى بن يعمر عن سليمان ابن صرد عن أبي بن كعب قال : «قرأت آية وابن مسعود خلافها فأتيت النبي (ص) فقلت : ألم تقرئني آية كذا وكذا قال : بلى ...».
وقال السيد المرتضى في جواب المسائل الطرابلسيات : «... إنّ القرآن كان على عهد رسول الله (ص) مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن ... حتى عين النبي (ص) على جماعة من الصحابة حفظهم له ، وكان يعرض على النبي (ص) ويتلى عليه ، وانّ جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وابيّ بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي (ص) عدة ختمات وكلّ ذلك يدل بأدنى تأمل على أنّه كان مجموعا مرتبا غير منثور ولا مبثوث ...» ، الذخيرة في الكلام ، ص ٣٦٣.
(٢). فمن تلك الروايات ما جاء في الكافي (ج ٢ ، ص ٦١٧) عن علي بن أبي حمزة قال : دخلت على أبي عبد الله (ع) فقال له أبو بصير : «جعلت فداك أقرأ القرآن في شهر رمضان في ليلة؟
فقال : لا ، قال : ففي ليلتين؟ قال : لا ، قال : ففي ثلاث؟ قال : ها وأشار بيده ، ثمّ قال ...».
وتقريب الاستدلال أنّ ما جاء في تلك الروايات وما شابهها يدل على إمضاء الموجود ؛ إذ لو قلنا بالتحريف ـ نعوذ بالله ـ ووجود الصحيح عند الأئمة ـ عليهمالسلام ـ لم يمكن لأحد