[تفصيل] الأجوبة عن هذه الروايات
منها : أنّها نقلت في كتب قد نقلت فيها الأخبار الصريحة في الجبر أو الصريحة في التفويض أو الصريحة في سهو النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فهذه حالها. (١)
ومنها : أنّها ضعاف السند ، كما تقدم.
ومنها : أنّها معرضة عنها عند الأصحاب. (٢)
__________________
(١). ذكرها ـ باختلاف يسير في الألفاظ ـ السيّد المحقق البغدادي في شرح الوافية.
نشير إلى أهمّ هذه الكتب التي نقل فيها تلك الروايات وروايات التحريف مع ذكر عددها ، علما بأنّ مجموع الروايات التي نقلها المحدّث النوري من كتب الإمامية يبلغ ١٠٥٤ رواية :
الف) كتاب القراءات ، لأحمد بن محمّد السيّاري الذي ضعّفه الشيخ والنجاشي وابن الغضائري (يأتي من المؤلف ـ قدسسره ـ ترجمته نقلا عن الكتب الرجالية في أواخر الرسالة) ، تبلغ رواياته في فصل الخطاب ٣٥٠ رواية.
ب) تفسير علي بن إبراهيم القمي ، تبلغ رواياته ٨٦ رواية ، وهو وإن كان من أجلّاء الإمامية لكنّ التفسير ـ على ما ذكره جمع من المحققين ـ منسوب إليه من غير أن يكون من مؤلّفاته ، وانما هو تلفيق من املاءاته على تلميذه أبي الفضل العباس بن محمّد العلوي ، وقسط وافر من تفسير أبي الجارود (الملعون بلسان صادق آل محمّد عليهمالسلام) ضمّه إليها أبو الفضل وأكمله بروايات من عنده.
ج) تفسير العياشي ، لمحمّد بن مسعود العياشي السمرقندي. تبلغ رواياته في فصل الخطاب ٨٨ رواية. وهو أيضا من أجلّاء طائفة الإمامية ، لكن التفسير قد حذف أسانيد رواياته من جانب بعض الناسخين للاختصار ، فصارت الروايات مرسلة. ومن جملة هذه الكتب :
التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (ع) ؛ الاحتجاج للطبرسي ؛ تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي ؛ كتاب السقيفة لسليم بن قيس الهلالي ، فانظر للتفصيل : صيانة القرآن من التحريف ، ص ٢٢٢ ـ ٢٣٧.
(٢). وقد ثبت في محلّه أن إعراض الأصحاب سيما عن الأخبار الصحيحة السند كاشف عن الخلل ؛ لأنّ قدماء أصحابنا كانوا أصحاب الأخبار والآثار الصحيحة لا أصحاب الآراء والاجتهاد ، فإعراضهم يكشف عن وجود الآثار الصحيحة في عدم تحريف القرآن.