الثامن : أنّه لم يكن عارفا بالأحكام حتّى أنّه قطع يسار سارق وأحرق الفجاءة السلمي بالنار ، وقال عليهالسلام : «لا يعذّب بالنار إلّا ربّ النار» وسئل عن الكلالة فقال : «أقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمنّي ومن الشيطان» وسألته امرأة عن ميراث الجدّة فقال : «لا أجد لك في كتاب الله ولا سنة نبيه شيئا» فأخبره المغيرة ابن شعبة ومحمد بن مسلمة (١) أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أعطاها السدس وكان يضطرب في أحكامه ويستفتي الصحابة.
التاسع : أنّ خالد بن وليد قتل مالك بن نويرة وضاجع امرأته في ليلته ، فلم يحدّه على الزنا ولا قتله قصاصا ، فأنكر عليه عمر ذلك وقال : اقتله فإنّه قتل مؤمنا ، فلم يلتفت إليه وقال : لا أغمد سيفا سلّه الله على الكفّار. ولا ريب أنّ مالكا كان مؤمنا ولم يمنع الزكاة إلّا ليتبيّن له أنّ الحقّ بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله من يستحقّه ، فلم يكن مرتدّا يستحقّ القتل ، وروي أنّ عمر لمّا تولّى جمع بين عشيرة مالك ، واسترجع ما وجد عند (٢) المسلمين من أولادهم وأموالهم ونسائهم ، حتّى ردّ بعض نسائهم من نواحي دمشق وهنّ حوامل فردّهن على أزواجهنّ.
العاشر : أنّ النبي صلىاللهعليهوآله فعل معه أشياء تدلّ على عدم صلاحيته للإمامة ، فإنّه ولى عليه أسامة ، والوالي أفضل من المولى عليه ، ولم يولّه عملا ليعلم بذلك صلاحيته للولاية بل ولّاه مرّتين ليعلم بهما عدم صلاحيته : أحدهما : خيبر فرجع منهزما يجبّن أصحابه ويحنونه ، وثانيهما : سورة براءة فنزل الوحي بردّه وعزله وأخذ السورة منه.
الثاني : الطعن على عمر بن الخطاب بأمور :
الأوّل : أنّه لمّا مات النبي صلىاللهعليهوآله قال : والله ما مات محمد صلىاللهعليهوآله ولن يموت حتّى يقطع
__________________
ـ إلّا بعد اليأس منها ، أما والله لو كنت أطعت زيد بن الخطاب وأصحابه لما تملمص من حلاوتها بشيء أبدا ، ولكن قدّمت وأخّرت وصعدت وصوّبت وأنقضت وأبرمت ، ولم أجد إلّا غضا له على ما تشبّث فيه منها ، هذا وتمام الحديث يدلّ على أن عمر كان كارها لخلافته ولم يرض بها إلّا ظاهرا هامش ـ خ : (آ).
(١) مسلم ـ خ : (د).
(٢) مع ـ خ : (د).