المنشأ والمولد ، ولكن لم يصرّح بكونه غروي المسكن ، وقد ذكر كتاب الفصول للمحقّق الطوسي (ره) وقال : «إنّما نقله إلى العربية قريبا من عصر المصنّف ـ يعني المحقق الطوسي (ره) ـ شيخنا المحقّق المتقن المنصف ركن الملّة والدين محمد بن علي الفارسي الجرجاني الأصل والمحتد والأسترآبادي المنشأ والمولد».
ثمّ ذكر أنّه استفاد ذلك من شرح الفاضل المقداد (ره) على الفصول ، أعني الأنوار الجلالية في شرح الفصول النصيرية (١).
ووصفه ب «الفارسي» ولعلّ نظره إلى أنّه «عجمي» وإلّا لم يصفه بذلك غيره فيما أعلم ، وهو ليس من أهل فارس جنوب إيران.
ولا شكّ أنّ ما ذكره سيد الأعيان أنّ ركن الدين المحقّق الجرجاني (ره) كان ساكنا في الغري هو الحقّ والصواب بلا ارتياب ، وقد فرغ من غالب تصانيفه في الأرض المقدّسة «النجف الأشرف» وقد فرغ ركن الدين من شرح مبادي الوصول للعلّامة (ره) سنة ٦٩٧ وعرّب عدّة من تصانيف المحقّق الطوسي قدسسره كأساس الاقتباس وأوصاف الأشراف.
ومن مؤلّفات ركن الدين الجرجاني رحمهالله : الأبحاث في تقويم الأحداث في الرد على الزيدية واثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام.
قال شيخنا في الذريعة : «الأبحاث في تقويم الأحداث» في ردّ الزيدية واثبات إمامة الأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام وإثبات الغيبة وردّ شبهاتها ، للمولى ركن الدين محمد بن علي الجرجاني الغروي المعرّب للفصول النصيرية ، أوله : الحمد لله مستحقّ الحمد والحمد من آلائه ، ومستوجب الشكر والشكر موجب لمزيد نعمائه إلى آخره. مرتّب على مقدّمة وعشرة فصول وخاتمة ، ألّفه بالغري ، وفرغ منه بالحضرة العلوية في يوم الجمعة الثالث من جمادى الثانية سنة ٧٢٨ رأيته عند الحاج الشيخ محمد سلطان المتكلّمين (٢) بطهران ، وذكر فيه أنّه كتب أوّلا الكتاب الموسوم بالدعامة في إثبات الإمامة (٣).
__________________
(١) روضات الجنات ، ص ٦٠٩ ، الطبعة الأولى.
(٢) المراد من المتكلمين في وصفه هو «الواعظين» المتكلّمين على المنابر.
(٣) الذريعة ، ج ١ ، ص ٦٣ ، طبعة النجف.