الاحتفال بمولد النبيّ صلىاللهعليهوآله
لقد طال النزاع في الأوان الأخير عن طريق وسائل الإعلام وغيرها حول الاحتفال بمولد النبيّ الأكرم ، وقد رفع بعضهم شعار البدعة فيه ، بينما يرى الأكثرون أنّه من السنّة. وإليك دراسة الموضوع في ضوء الأدلّة.
حبّ النبيّ أصل في الكتاب والسنّة
المعلوم أنّ العنصر المقوّم للبدعة هو عدم الدليل على جواز العمل ، فلو كان هناك دليل خاص على جواز العمل ، أو دليل عام يشمل المصاديق المحدثة فليس ذلك ببدعة ، وقد ذكرنا لك أمثلة كثيرة ، وفي ضوء ما ذكر نركّز في هذا الفصل على وجود دليل عام على الاحتفال بيوم ميلاده ، وإن لم يكن هناك دليل خاصّ ، وأمّا الدليل فكما يلي :
الحبّ والبغض خلّتان تتواردان على قلب الإنسان ، تشتدّان وتضعفان ، ولنشوءهما واشتدادهما أو ضعفهما عوامل وأسباب. ولا شكّ أنّ حبّ الإنسان لذاته من أبرز مصاديق الحبّ ، وهو أمر بديهي لا يحتاج إلى بيان ، وجبليّ لا يخلو منه إنسان.
ومن هذا المنطلق حبّ الإنسان لما يرتبط به أيضاً ؛ فهو كما يحبّ نفسه يحب كذلك كلّ ما يمت إليه بصلة ، سواء كان اتّصاله به جسمانياً كالأولاد والعشيرة ، أو معنوياً كالعقائد والأفكار والآراء والنظريات التي يتبنّاها ، وربّما يكون حبّه للعقيدة أشدّ من حبّه لأبيه وأُمّه ، فيذبّ عن حياض العقيدة بنفسه ونفيسه ، وتكون العقيدة أغلى عنده من كلّ شيء حتّى نفسه الّتي بين جنبيه.