(٦)
التوسّل بدعاء الأخ المؤمن
التوسّل بدعاء الأخ المؤمن تمسّك بما جعله الله سبحانه سبباً لاستجابة الدعاء ، وقد دلّت الآيات على أنّ الملائكة يستغفرون للّذين آمنوا ، وأنَّ المؤمنين اللاحقين يستغفرون للسابقين ، وهذا يدلّ على أنّ دعاء الأخ في حقّ أخيه ، أمر مرغوب فيه ومطلوب ومستجاب ، فإذا كان كذلك فعلى المذنب أن يتوسّل بهذا السبب المشروع ويطلب من أخيه الدعاء له ، قال سبحانه : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ) (١).
وقال سبحانه : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) (٢).
__________________
(١) غافر : ٧.
(٢) الحشر : ١٠.