( ٢٨ )
ص ١٢٥ س ٥
قال بعض المتأخرين : اعلم أن أوائل الايمان تصديقات مشوبة بالشكوك والشبه على اختلاف مراتبها ، ويمكن معها الشرك ( وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون ) وعنها يعبر بالاسلام في الأكثر ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبهم ).
وعن الصادق عليهالسلام : الايمان أرفع من الاسلام بدرجة أن الايمان يشارك الاسلام في الظاهر ، والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن ، وان اجتمعا في القول والصفة.
وأوسطها تصديقات لا يشوبها شك ولا شبهة ( الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا * انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا ).
وأواخرها تصديقات كذلك مع كشف وشهود وذوق وعيان ومحبة كاملة لله سبحانه وشوق تام الى حضرته المقدسة ( يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين وأعزة على الكافرين * لا يخافون في الله لومة لائم ) ويعبر عنها تارة بالاحسان. ( الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ) والاخرى بالايقان ( وبالآخرة هم يوقنون ).
والى المراتب الثلاثة اشير في قوله تعالى : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين ).
الى مقابلاته التي هي مراتب الكفر أشار بقوله تعالى : ( ان الذين كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا