في الآفاق والأنفس من عجائب صنعه والاستدلال بها على معرفة صانعها والاجتناب عن النظر الى محارمه ، وأداء حق الفؤاد الذي هو سلطان في مملكه البدن ويمتاز به النفس الانسانية عن البهائم تحصيل ماخلق لأجله وتصقيله عن أخباث الطبيعة حتى ترتفع عنه الحجب الجسمانية ، فيمتلأ من معرفة الله وحبه فافهم ، منه عفي عنه.
( ٢٢ )
ص ٩٢ س ٧
و ذلك لما ورد في تفسيره عن الصادق عليهالسلام : أنه قال : ( يسأل السمع عما سمع والبصر عما نظر اليه والفؤاد عما عقد عليه ).
وفي الأخبار الاخر ففرض على القلب غير ما فرض على السمع وفرض على السمع غير ما فرض على العينين ـ الى أن قال ـ : وأما ما فرض على القلب من الايمان والاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا اله الا الله وحده لا شريك له الها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله ، وهو قول الله عز وجل :
( الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ).
وقال : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ).
وقال : ( الذين أمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ).
وقال : ( ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ).
فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو