أريد أن أقوم؟ ». (١)
وقال عليهالسلام : « إنّ العبد لايقبل من صلاته الا ما أقبل فيها ». (٢)
وكان عليهالسلام إذا قام إلى الصلاة تغيّر لونه وإذا سجد لم يرفع رأسه حتّى يرفضّ عرقاً ، وكان في الصلاة كأنّه ساق شجرة لا حركة له الا ما حرّكت الريح. (٣)
وخرّ الصادق عليهالسلام مغشّياً عليه في الصلاة ، فقيل له في ذلك ، فقال : مالت أردّد هذه الآية على قلبي حتّى سمعتها من المتكلّم بها ، فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته ، قيل : وكانت لسان الإمام في تلك الحالة كشجرة طور حين قالت : إنّي أنا الله. (٤)
وحينئذ تعلم أنّ من الناس من يتمّ صلاته ولايحضر قلبه لحظة ، ومن يغفل في بعضها ويحضر في بعض ، ويختلف ذلك بحسب أختلاف الحضور والغفلة في الكثرة والقلّة ، ومن يحضر في صلاته بأسرها ولايغفل لحظة لاستيعاب همّه بها بحيث لايحسّ بما يجري عليه أو بين يديه ، ولايستبعد هذا بعد مشاهدة من استغرق همّه عند الدخول على الملوك أو على المعشوق مع خساسة حظّه ، فلكلّ درجات ممّا عملوا ، وحظّ كلّ واحد بقدر خضوعه وخشوعه لما عرفت أنّ الله لاينظر إلى الجوارح ، بل إلى القلوب ولاينجو الا من أتى الله بقلب سليم.
فإن قلت : يظهر ممّا ذكرت عدم قبول ما ليس فيه إقبال وهو خلاف فتوى الفقهاء فيما سوى النيّة والتكبير؟
قلت : فرق بين القبول والإجزاء ، فمرادنا من الأوّل مايحصل له التقرّب إلى الله ، ومن الثاني ما يسقط به التكليف والخروج عن العهدة
__________________
١ ـ المحجّة البيضاء : ١ / ٣٥١.
٢ ـ المحجّة البيضاء : ١ / ٣٥٢.
٣ ـ المحجّة البيضاء : ١ / ٣٥٢.
٤ ـ المحجّة البيضاء : ١ / ٣٥٢.