بين الجنّة والنار
كما عبّر به مولانا الصادق عليهالسلام
أعني الانسان
من بدو خلقته من قطرة ماء منتنة وكيفيّة تقلّباته من مقام إلى مقام بما أعطي من
الحواس والأجزاء والأعضاء والألوان والأشكال والاشتمال على عالم الحيوان والنبات
والجماد على أحسن ترتيب ونظام عجيب متضمّن لمصالح لاتحصى إلى أن وصل إلى مقام أوتي
فيه العقل والادراك تدريجاً إلى أن بلغ فيه ما بلغ وأودع فيه من عجائب الأسرار
ماتدهش فيه طوامح العقول وثواقب الأنظار.
منها : قوّة الخيال التي تطوي السماوات
والأرضين في آن واحد مع عرضيتها الغير المنقسمة.
وقوّة الوهم التي تستنبط المعاني
الكثيرة الجزئية من حاق الأشياء في لحظة واحدة.
وقوّة المتخيّلة المركبة بعضها مع بعض ،
والآخذة مافيه صلاحها وسدادها من أمر معاشها ومعادها.
ومنها : احاطة النفس مع تجرّدها وعدم
مناسبتها للأجسام بوجه بالبدن وحصول نوع اتحاد بينهما وارتباط خاص.
ثم اتصافها بالصفات الكماليّة وتمكّنها
من الاحاطة بحقائق الأشياء بأسرها وتصرّفها في عالمي الملك والملكوت بقوّتيه
العقلية والعملية مع عجزها عن إدراك ذاتها.
ثم تطوّراتها بالأطوار المتبائنة
وترقّياتها من حين تعلّقها بالنطفة القذرة إلى أن صارت متّصلة بالملأعلى.
ثم اجتماع عوالم السباع والبهائم
والشياطين والملائكة فيها وإطاعة الجنّ والشياطين والكواكب والطيور والسباع لها.
ومنها : إهداؤها إلى الطبع الموزون
والصوت الحسن واستنباط أنواع
__________________