المصرية بوضوح
اليوم في المتاحف العالمية وقد بقيت هذه الحنوط على صورتها السابقة دون أن يعتريها
أدنى تغير رغم تقادم العصور والأزمان على تلك الأجساد المحنطة.
كان أهل المصر
يغطون جدران المقابر بالصور التي تشرح الأعمال اليومية للشخص الميت وخدمه وشغله في
الدنيا ، فمثلاً في زاوية من الصورة نشاهد العمّال الذين يخبزون الخبز أو الذين
يريقون الشراب والخمر في الآنية ، وفي موضع آخر الخدم الذين يذبحون الشاة أو
البقرة أو الذين يخرجون الأسماك من النهر ، وفي مكان آخر يحلبون البقر ويطبخون
الطعام.
وكأنّهم أرادوا
الإبقاء على سرور أرواح الأموات من خلال تجديد ذكرياتهم الماضية.
فكل هذه الأمور
تشير إلى أنّ أتباع العقائد المذكورة كانوا يرون الإنتقال إلى العالم الآخر بمثابة
الأسفار في هذه الدنيا التي ينبغي أن تشمل كافة تفاصيل ومقررات هذه الحياة.
والواقع يبدو هذا
الموضوع أشبه بالطفل الذي يلد من رحم أمّه وكأنّه يعلم بلوازم السفر خارج الرحم
فيصطحب معه مقداراً من الدم في جوف الرحم بهدف عدم الموت جوعاً بعد القدوم إلى هذه
الدنيا ، فهل هذا الاسلوب من التفكير صحيح؟!.
لكن وعلى كل حال
فإنّ وجود مثل هذه الخرافات والإنحرافات إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على إمتزاج
الإلهام الفطري بالجهل وعدم التعقل ، وفي
__________________