لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ اعْيُنٍ) (١) وورد في الحديث : (فِيهَا مَا لَا عَيْنُ رَاتْ وَلَااذُنُ سَمِعَتْ وَلَاخَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَر) (٢). ولعلنا نتعرف على أهميّة الأمر إذا ما تأملنا المفهوم الواسع لكلمة النفي «لا أحد» ، هذا من جانب.
ومن جانب آخر فإنّ الصفات والخصائص التي ذكرها القرآن الكريم لنعم الجنّة لا يمكن مقارنتها قط بما في هذه الدنيا :
١ ـ (اكُلُهَا دَائِمُ وَظِلُّهَا) (٣)
٢ ـ لا تتعفن مياهها أبداً وفيها أنهار من لبن لا يتغير طعمه (وكأنّه بصورة دائمة في محيط وفضاء مكشوف دون أن يفقد شكله الطبيعي) كما فيها أنهار من الخمرة التي تشتمل على اللذة دون السكر والعفونة : (فِيهَا انْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَانْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَانْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِلْشَارِبِينَ) (٤)
٣ ـ (وَدَانِيَةٍ عَلَيْهِمْ ظِلَالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْليلاً) (٥)
٤ ـ (يُسْقُونَ مِنْ رَحيقٍ مَخْتُومٍ* خِتَامُهُ مِسْك) (٦)
٥ ـ ليس هنالك من حدّ لنعمها من حيث النوع أو الجنس ، بل فيها كل ما تشتهيه النفس : (وَفِيهَا مَا تَشْتَهيِهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْاعْيُنُ) (٧)
٦ ـ ليس فيها أي من معاني البغض والحقد والحسد والصفات الذميمة ، وهي مفعمة بالحب والطهر والاخوة : (وَنَزْعْنَا مَا في صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ اخْواناً) (٨)
__________________
(١) سورة السجدة ، الآية ١٧.
(٢) من لايحضره الفقيه للشيخ الصدوق ، ج ١ ص ٢٩٥ ، الحديث ٩٠٥.
(٣) سورة الرعد ، الآية ٣٥.
(٤) سورة محمد ، الآية ١٥.
(٥) سورة الدهر ، الآية ١٤.
(٦) سورة المطففين ، الآية ٢٥ ـ ٢٦.
(٧) سورة الزخرف ، الآية ٧١.
(٨) سورة الحجر ، الآية ٤٧.