التي تغيّرت طيلة العمر.
فقد ورد في الآيات القرآنية الثلاث : (فَاذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلونَ) (١) ، (يَخْرجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٍ مُنْتَشِر) (٢) و (يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِراعَاً) (٣). فالآيات تبيّن أن آخر بدن يعاد يوم القيامة ، لأنّ الذي في القبر ليس سوى تراب آخر بدن.
طبعاً هذا إذا دفن البدن ، أمّا إذا تبدلت الأبدان مثلاً في حريق إلى تراب أو فنت بسبب عوامل أخرى فإنّما تعود يوم القيامة ذرات آخر بدن وإن لم يكن هناك من قبر.
وقد ورد في آخر سورة يس بشأن المعاد : (قُلْ يُحْييَها الَّذي انْشَاهَا اوَّلَ مَرَّةٍ) (٤)
فالآية تفيد أنّ الذي يبعث هو آخر بدن للإنسان ، وهنالك عدّة آيات أخرى تؤيد هذه الحقيقة. وعليه نخلص إلى هذه النتيجة : إنّ ما يعود يوم القيامة هو آخر بدن الذي يشتمل على كافة الصفات والخصائص طيلة العمر.
٤ ـ هل يمكن إتحاد بدنين بصورة تامة؟ وبعبارة أخرى هل يمكن أن يتبدل جميع بدن شخص بفعل التغذية إلى جميع بدن شخص آخر؟
الجواب بالسلب ، لأنّ بدن الإنسان يمكنه أن يكون جزءاً من بدن إنسان آخر فقط لا كل بدنه ، ودليل ذلك واضح فالشخص الذي يتغذى على آخر كان موجوداً وعن طريق التغذية على بدن الآخر يجعله جزءاً من بدنه لا كل بدنه ، صحيح أنّ بدن الشخص الأول يحلّ بصورة كاملة في بدن الشخص الثاني ، لكن الشخص الأول لا يمكن أن يكون تمام الشخص الثاني قط
__________________
(١) سورة يس ، الآية ٥١.
(٢) سورة القمر ، الآية ٨.
(٣) سورة المعارج ، الآية ٤٣.
(٤) سورة يس ، الآية ٧٩.