لكل عضو هدفه ووظيفته.
ثم نرد بعد ذلك جهاز الدماغ المذهل ونتعرف على هدفه ووظيفته ، بعد ذلك نستغرق في التفكير لنطرح على أنفسنا هذا السؤال :
أو يمكن أن يكون لأصغر أجهزة البدن والأعضاء ـ حتى أهداب العين ـ هدفاً ، بينما لا يكون هناك أي هدف للإنسان ككل؟
فهل يسمح لنا العقل بطرح مثل هذا الاحتمال والتفكير به؟
ثم نخرج من باطننا العميق ونتسلق أجنحة الملائكة لنحلق معها ونسير في عالم الوجود لنرى كل ذرة وقد كتب على لوحة إلى جانبها الهدف من خلق هذه الذرة ، وهو الأمر الذي تمكننا من الوقوف عليه في ظل تطور العلوم والمعارف.
فقد وقفنا على الهدف الذي تنطوي عليه جميع ذرات العالم ، أفهل يمكن ألّا يكون هناك هدف للعالم بأسره؟
أو ليس هناك من لوحة نصبت إلى جانب هذا العالم الواسع المترامي للدلالة على هدفه النهائي ، إلّاأنّ عظمتها لم تجعلنا نراها للوهلة الاولى ، وهل من عبارة كتبت على تلك اللوحة سوى «التكامل والتربية» (١).
والآن بعد أن عرفنا بأنّ هدف الخلق هو تكاملنا وتربيتنا وهذه هي فلسفة خلق الإنسان ، ولابدّ أن نرى هل سينتهي هذا التكامل بموتنا ، بحيث ينتهي كل شيء عند الموت؟
هل يمكن لهذه الدنيا بمدّتها القصيرة وكل هذه المصاعب والويلات أن تكون هدفاً لهذا الخلق العظيم؟
* * *
__________________
(١) للوقوف على المزيد راجع كتاب «أسرار الوجود».