٣ ـ القيامة لدى الأقوام السابقة
كما يشير التاريخ
البشري إلى وجود الأديان لدى الأقوام السالفة ، يشهد أيضا باعتقادهم الراسخ
بالحياة التي تعقب الموت.
والشاهد على ذلك
الآثار التي وصلتنا من الإنسان القديم لما قبل التاريخ ولاسيّما طريقة بناء القبور
وكيفية دفن الأموات والتي تدل بأجمعها على أنّهم لم يكونوا يعتبرون الموت نهاية
الحياة.
فقد ورد في كتاب
عالم الاجتماع «كنيغ» ص ١٩٢ أنّ التحقيقات تفيد وجود الأديان لدى الطوائف الأولى
من البشر ، كما لاسلاف الإنسان المعاصر (النياندرتال) حيث كانوا يعتمدون أساليب
خاصّة في دفن أمواتهم وكانوا يضعون أدوات عملهم إلى جوارهم ليبرزوا عقائدهم للعالم.
وكتب «ويل دورانت»
في المجلد الأول من تأريخه ص ٢٢٥ لم بنى المصريون لأهرام؟
لاشك لم يكن
مرادهم بناء أثر معماري ، وقد قاموا بذلك بدافع ديني.
كانت أهرام مصر
قبوراً ترقت شيئاً فشيئاً لتخرج من صورتها الابتدائية وتصبح بهذا الشكل.
ثم تطرق بالتفصيل
إلى عقائد المصريين بشأن الحياة التي تعقب الموت والتي تعدّ الدافع لبناء الأهرام.
والحق أنّ الأهرام
المصرية من أعظم وأعجب البناء الذي قامت به البشرية وهي ثلاثة :
هرم خوفو وخفرع
ومنكورع ، وقد ضم هرم خوفو بمفرده مليونين ونصف قطعة حجرية تزن كل واحدة منها طنين
ونصف ، ويصل وزن البعض منها إلى ١٥٠ طن.
وقد إحتلت مساحة
من الأرض تبلغ ٤٦ ألف متر مربع! وقد جاءوا بهذه