وأقصى ما يميز مدرستهم شعار الخبز والماء للجميع ، مع ذلك وعلى فرض أننا نمتلك مثل هذه الرؤية الضيقة والمحدودة ، فانّنا سنشاهد التأثير العميق الذي يلعبه الإيمان بعالم الآخرة ـ الحياة بعد الموت ـ في سبغ هذه الحياة المادية بالهدوء والسكينة والدعة والاستقرار وفي الواقع أنّ الإنسان من دون الإيمان بالمعاد ليس بقادر على تطبيق العدالة الاجتماعية ، ولا السير في مراحل التكامل الإنساني والمعنوي والأخلاقي.
وهنا أرى ضرورة الإشارة إلى أمرين بعد هذه المقدمة :
٢ ـ كبيرة الكاتب
لقد إبتدأت ولله الحمد الكتابة في مجال العقائد الإسلامية بالاسلوب العصري في كتاب «خالق العالم» وإنتهيت بالكتاب الحاضر ، وممّا لاشك فيه أنّ مثل هذه الكتابات أحدثت تطوراً نوعياً في كيفية طرح العقائد الدينية ضمن إطار جديد يجعل من اليسير إدراكها من قبل الجميع.
إلّاأنّي أراني مضطراً ـ لبيان حقيقة قد يتصور القاري أنّها من العُجب والأنانية أو مجرّد بيان حقيقة في هذا المجال ، وهي أنّ هذه السلسلة من الأبحاث التي خاضت في أهم المسائل العقائدية الإسلامية والتي طرحت في أربعة كتب هي : ١ ـ خالق العالم (في أدلة التوحيد ومناقشة المدارس المادية) ٢ ـ معرفة الله (في صفات الله ومسألة الجبر والتفويض) ٣ ـ القادة العظماء (في ضرورة زعامة الأنبياء ومسألة الوحي وما شابه ذلك) ٤ ـ القرآن والنبي الخاتم (بشأن المضامين الإعجازية للقرآن ومعرفة نبي الإسلام) كان لها بالغ الأثر في أوساطنا ولا سيما لدى شريحة الشباب الواعي ، وما كثرة طبع هذه الكتب ونفاذها من الأسواق إلّادليل واضح على صحة الادعاء