الآية الخامسة
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً)
وحقيقة الشمس والقمر
قال تعالى : (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) (سورة الفرقان : آية ٦٢).
وقال : (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ، وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً ، وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) (سورة نوح : آية ١٦).
وقال : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً ، وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ) (سورة يونس: آية ٥).
ونحن إذا رجعنا إلى معنى السراج ومعنى المضيء في اللغة وجدناهما معنيين مختلفين.
وذلك أن السراج لا يطلق إلا على ما كان يبعث مع الشعاع حرارة ، وأن المنير هو الذي يبعث ضياء لا حرارة فيه.
كما أننا لا نقول عن الشيء سراجا إلا إذا كان يبعث الحرارة من داخله وجوهره ، ونقول عنه إنه منير إذا انعكس عليه الضوء من جرم آخر.
وبناء على هذه التفرقة اللغوية تكون الآية ناطقة بأن القمر جرم بارد لا حرارة فيه ، وأنه يكتسب أشعته ونوره من جرم آخر ، ثم يعكسه على الأرض.
وأن الشمس مضيئة إضاءة ذاتية بأشعة حارة ، ولذلك وصفها الله تعالى بالتوهج في قوله : (وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً) (١) (سورة عم : ١٣).
__________________
(١) وانظر هذا الموضوع في دراسة الكتب المقدسة لبوكاي ص ١٧٥ ، ومقال الدكتور البوطي في الموضوع في مجلة العربي عدد ٢٤٦ ، ص ٥٥.