الآية الرابع عشرة
(مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً
كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ)
وتغير ضغط الهواء في المرتفعات
لم يكن الناس في الماضي يعرفون شيئا عن الضغط الجوي ، بل لم يكونوا يتصورونه ، فلم يكونوا يعرفون ازدياد الضغط في المنخفضات ، وقلته في المرتفعات.
ولذلك لما نسجوا أساطيرهم الوهمية عن الطيران في الفضاء والتحليق في أعماقه ، لم يتعرضوا لهذه المسألة ، لأنها لم تخطر لهم على بال ، لما كانوا عليه من الجهل المطبق بها.
لقد تصور الناس في الماضي التحليق في أعماق الفضاء بخيالهم الواسع ، فزعموا أن النمرود قد حلق في أجواز الفضاء ، وذلك عند ما أتى بنسرين وغذاهما باللحم والخمر حتى كبرا جدا ، ثم ربط بأرجلهما قفصا حديديا كبيرا ، وجعل فوق القفص وعلى بعد من النسرين جيفة ، ثم ركب القفص ، وحال بين النسرين والجيفة ، فطار النسران لالتقاطها ، إلا أنهما كلما طارا للحاق بها ارتفعت عنهما ، لاتصالها بالقفص الحديدي المعلق بأرجلهما ، والذي كان يجلس النمرود في وسطه.
وما زالا يرتفعان إلى أن أبصر الأرض كرغيف الخبز ، ثم ارتفعا إلى أن أبصر الأرض كالكف ، ثم ارتفعا إلى أن أبصر الأرض كعين الديك.
ولا أريد أن استطرد في سرد هذه القصة التي حاكها خيال بني إسرائيل ، والتي تناقلتها الكتب التي عنيت بالإسرائيليات.