٥ ـ الزوجية في الجينات
وراء
الزوجية في الكروموسومات
إن ما ذكرناه في الفقرات السابقة عن الكروموسومات التي تحدد نوع الحيوان من إنسان وغيره ، والتي كانت سرا خافيا علينا ، والتي اكتشفنا فيها الزوجية على النحو الذي بيّناه ، قد انقلبت إلى ظاهر بسيط ، ولوّحت لنا من باطنها بسر جديد ، لم نكن نعرفه ، فهو (مِمَّا لا يَعْلَمُونَ).
ألا وهو سر الجينات الرهيب ، والذي جاء أيضا زوجين زوجين.
وذلك أننا لو أخذنا كروموسوما من الكروموسومات ، أو صبغيا من الصبغيات الموجودة في الخلية ، والتي كانت زوجا كما ذكرنا ، لو أخذنا واحدا منها ، وكبرناه آلاف المرات تحت المجهر ، لوجدنا أن هذا الصبغي يحتوي على السجلات الوراثية للإنسان ، وذلك في جينات صغيرة متراصة ، تظهر على الصبغي ، ويبلغ عددها على الصبغي الواحد عشرات الآلاف.
وبسبب هذه الجينات تختلف ألواننا ، وأصواتنا ، وأشكالنا ، وطبائعنا ، وطولنا ، ولون شعرنا أو عيوننا ، وكل ما يتعلق بأوصافنا ، (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ). (سورة الروم : آية ٢٢).
وبسبب هذه الجينات أيضا تنتقل صفات الأجداد إلى الآباء ، وصفات الآباء إلى الأبناء ، فيحمل كل جيل صفات الجيل السابق ، من اللون والشكل ، والصوت ، والطول ، والقصر ، والعنف ، والبرودة ، وغير ذلك من الصفات ، أو الأمراض ، أو الطبائع.