فبذاك ينجو العبد من أشراكه |
|
ويصير حقا عابد الرحمن |
والهجرة الأخرى الى المبعوث بال |
|
حق المبين وواضح البرهان |
فيدور مع قول الرسول وفعله |
|
نفيا وإثباتا بلا روغان |
الشرح : يجب على طالب النجاة الناصح لنفسه أن يقوم بهاتين الهجرتين العظيمتين في قوة وعزم بلا كسل ولا فتور ، فإنه لا صلاح للعبد ولا نجاة إلا بهما ، فالقيام بهما واجب حتم على كل انسان.
أما الهجرة الأولى فهجرته إلى الله عزوجل باخلاص العبادة له في السر والعلانية ، وأن لا يقصد بكل ما يصدر عنه من قول وفعل وطاعة وشكر إلا وجهه سبحانه ، حتى يسلم من الوقوع في شرك الاشراك ، وتقع عبادته موقعها من الصحة والقبول.
وأما الهجرة الأخرى فهجرته إلى الرسول صلوات الله وسلامه عليه وآله بحسن الاقتداء والاتباع وعدم المخالفة عن أمره والخروج على حكمه ، فيدور مع قوله وفعله في النفي والاثبات ، فلا يثبت ما نفاه الرسول ، ولا ينفي ما أثبته ميلا مع الهوى واعتسافا في التأويل ومتابعة للشيطان.
* * *
ويحتكم الوحي المبين على الذي |
|
قال الشيوخ فعنده حكمان |
لا يحكمان بباطل أبدا وكل |
|
العدل قد جاءت به الحكمان |
وهما كتاب الله أعدل حاكم |
|
فيه الشفا وهداية الحيران |
والحاكم الثاني كلام رسوله |
|
ما ثم غيرهما لذي ايمان |
فإذا دعوك لغير حكمهما فلا |
|
سمعا لداعي الكفر والعصيان |
قل لا كرامة لا ولا نعمى ولا |
|
طوعا لمن يدعو إلى طغيان |
وإذا دعيت إلى الرسول فقل لهم |
|
سمعا وطوعا لست ذا عصيان |
الشرح : يشير المؤلف بهذه الأبيات الى أصل عظيم ضل عنه أكثر الناس فوقع