بين الذي يفضي إلى التجسيم أو |
|
لا يقتضيه بواضح البرهان |
والله لو نشرت شيوخك كلهم |
|
لم يقدروا أبدا على الفرقان |
الشرح : ونحن كذلك معشر أهل السنة والجماعة ، نقول لهؤلاء النفاة من الأشاعرة الذين يتأولون ما ورد من النصوص في الصفات الخبرية ، ولكنهم يمنعون التأويل لما أثبتوه مما يسمونه صفات عقلية ، فنقول لهم فرقوا لنا ببرهان صحيح مقبول بين ما أولتموه وبين ما منعتموه ، فإن قالوا إن ما يوهم التجسيم ويفضي إلى مشابهة الله بخلقه أولناه ، وذلك كاستواء الله على العرش والتكلم بالحرف والصوت والنزول إلى سماء الدنيا وإثبات اليد وغير ذلك من صفات الأجسام المحدثة التي يجب تنزيه الله تعالى عنها.
قلنا لهم : وأنتم أيضا وصفتموه بما يفضي إلى التجسيم والحدوث من السمع والبصر والحياة والعلم والقدرة والمشيئة والكلام النفسي ، سواء كان معنى واحدا أو أكثر ، فهذه كلها صفات الأجسام ، ونحن لا نرى في الشاهد موصوفا بها إلا الجسم ، وبذلك بطل ما ادعيتموه من الفرق بين ما أثبتموه وبين ما نفيتموه ، ونحن نطالبكم أن تأتونا بدليل واضح على الفرق بين ما يفضي إلى التجسيم وبين ما لا يوجبه ويقتضيه في زعمكم ، ولن تستطيعوا ذلك أبدا ، ولا حتى شيوخكم لو أقامهم الله من قبورهم ، فإنهم لا يقدرون على الإتيان بذلك الفرقان.
* * *
فصل
في ذكر فرق لهم آخر وبيان بطلانه
فلذاك قال زعيمهم في نفسه |
|
فرقا سوى هذا الذي تريان |
هذي الصفات عقولنا دلت على |
|
إثباتها مع ظاهر القرآن |
فلذاك صناها عن التأويل |
|
فاعجب يا أخا التحقيق والعرفان |
كيف اعتراف القوم أن عقولهم |
|
دلت على التجسيم بالبرهان |