الصواعق المذكور غير أننا نحب أن نشير إلى بعض ما يظهر به فساد هذا التأويل وتتضح به تفاهته أو سخافته وهو أنه يقتضي أن الله لم يكن مستوليا على العرش ولا مالكا له ثم استولى عليه وملكه ، وذلك يقتضي أن العرش كان في حوزة ملك آخر قبل أن يقهره الله وينتزع العرش منه.
ثم ما الحكمة في تخصيص العرش وحده باستيلاء الله عزوجل عليه وهو مالك الملك كله من عرشه إلى فرشه كله في قبضته مقهور بقهر جبروته وعزته. أفلا يستحي هؤلاء من ترديد مثل هذا الهراء وتدريسه للناشئة من طلاب المعاهد اللذين يأخذونه من أفواه شيوخهم عقيدة مسلمة لا يجرءون على مناقشتهم فيها ، وإلا رموا بالكفر والالحاد.
وما أحسن قول من قال (لام الجهمية كنون اليهودية) فكلتاهما زائدة على الوحي حيث جاء آمرا لليهود بأن يقولوا حطة فقالوا حنطة. وجاء مخبرا عن الله بأنه استوى فقال الجهمية : استولى. وكما وصف اليهود ربهم بما لا يليق به من النقائص. من قولهم أنه فقير ويده مغلولة ، وأنه تعب من الخلق فاستراح في يوم السبت الخ. كذلك عطله الجهمية عن صفات كماله ونفوها عنه.
وبذلك اتفق الفريقان على نفي صفاته العليا التي هي كمالات محضة وبان لكل أحد أنهما أخوان متشابهان.
* * *
فصل
في بيان بهتانهم في تشبيه أهل الاثبات بفرعون وقولهم أن مقالة
العلو عنه أخذوها وأنهم أولى بفرعون وهم أشباهه
ومن العجائب قولهم فرعون مذ |
|
هبه العلو وذاك في القرآن |
ولذاك قد طلب الصعود إليه |
|
بالصرح الذي قد رام من هامان |
هذا رأيناه بكتبهم ومن |
|
أفواههم سمعا إلى الآذان |